Tuesday, June 24, 2025

Sociology of smell and Odours (6) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح


في هذا الموضوع، يتحدث كلٌّ من لارجي وواتسون حول دور الروائح في النفور والإنجذاب الإجتماعيين:

يُعتبر مُصطلح skunk (الظربان الأميركي الذي يُصدِرُ رائحة كريهة ويُستخدم لتحقير الأشخاص) رمزاً للتفادي أو للتنفير، في حين يُعتبر مُصطلح rose (الورد الجوري) رمزاً للجذب. لدى مصادفة شيء تصدر عنه رائحة كريهة، تبتعد غالبية الأشخاص عن المصدر وتُنذرُ بوجود تلوُّث محتمل ما بالقرب. لكن، حين يشم أحد ما وردة جورية، فسيشعر بالإنجذاب نحوها ونحو حاملها، بل سيدعو آخرين إلى شمها وتقدير رائحتها.


تفادي الرائحة الكريهة

بحسب وجهة النظر المبنية على علم الإجتماع، ربما نتفادى الرائحة الكريهة، على مستوى فردي أو جماعي، بوصفه تجنباً لبيئة عضوية ما.

 فيما لو نصادف فرداً "تصدر عنه رائحة كريهة" (شخص ذو بخر فموي كريه، على سبيل المثال)، من الشائع قبوله، لكن، يتم الوقوف خلفه كنوع من الوقاية والحماية لحاسة شمنا.

عادةً، نصنف شخصاً كذاك ذهنياً، بل نوسع دائرة اشمئزازنا من خلال إبلاغ الآخرين واعتبار أن ذاك الشخص لديه "مشكلة".

 بشكل مثير للغرابة، نادراً ما يواجه الشخص نفسه حيال "مشكلته الروائحية" بشكل مباشر، لأن هذا سيشعره بالإهانة الذاتية لا إهانة الآخر.


مع ذلك، الواضح للغاية بأنه إن تعرض الإسهام الحسي للإقصاء بشكل متكرر، فإنّ الإسهام الاجتماعي قد أضحى عرضة للخطر سيما في المجتمعات الحديثة، التي يبدو أن الوعي بدأ يتنامى فيها بكل ما يخص الروائح والشم.

 حازت مجموعة الروائح الكريهة على إهتمام الدراسات الإجتماعية بشكل خاص.

كما جرت الإشارة سابقاً، ترد الأفكار النمطية والاحكام الجائرة، في الغالب الأعم، من مزاعم، حتى لو صحّ بعضها، فإنّ الروائح تصدر عن مجموعات بعينها. 

في الواقع، تُعتبر الروائح، في الغالب:

عقبةً كأداء في التفاعل بين الأعراق والطبقات المختلفة، كذلك، أشارت بشكل متكرر إلى نماذج التفادي والانعزال البيئي.

في بولنده، على سبيل المثال، جرى التعبير عن العداء للسامية من خلال مصطلح ذو علاقة برائحة الثوم. حيث يقدم الروائي بروس مثال تصويري حول هذا الربط في روايته لالكا (وتعني الدمية باللغة العربية):

 "جلس المعاون الجديد للعمل في الحال، بمرور نصف ساعة، همس السيد ليسيكي في أذن السيد كلين: ما هذا الجحيم المتمثل برائحة الثوم؟ وبعد مرور ربع ساعة، أضاف: هل تندفع مجموعة من اليهود نحو ضاحية كاركو! هل يمكن لاولئك اليهود القذرين الإقتراب من شارع نالويكي أو من شارع القديس جورج؟ احتفظ شالنجبوم بهدوئه، لكن، قد قدحت عيناه شرراَ!"1.

المصادر


1. Prus, B. 1969, p. 68. Lalka. Warsaw: Governmental Publishing House. 


للإطلاع على مواضيع أخرى ذات صلة

 (1) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(2) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(3) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(4) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(5) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(7) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(8) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

No comments:

Post a Comment