Monday, June 23, 2025

Sociology of smell and Odours (5) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح



في هذا الموضوع، يتحدث كلٌّ من لارجي وواتسون حول "تحريم الضراط أو الضراط الحرام":

بالنهاية، يوجد "تحريم الضراط "، الذي يقوم بدور تقييدي لإطلاق غازات البطن.

هناك توافق عام على عدم نقاش هذا التحريم، بل إنّ أيّ شخص "يضرط" علناً في جو عام، يُعتبَرُ قليل الحياء وهمجي.

من المثير للدهشة أن الأخصائيين بعلم الإجتماع، لم يتحدثوا عن هذا التحريم، لكن، تُصوَّرُ أهميته في التفاعل البشري، بصورة حية، من خلال الروايات.

على سبيل المثال، ج. د. سالينجر في روايته "حارس حقل الشوفان" يصف وضعاً، على الشكل التالي:

"على حين غرّة، أطلق الشاب الجالس أمامي ضرطة مرعبة. هو أمر مقزز عند القيام به في كنيسة وفي كل مكان"1.

من جديد، يصف جون بارث في روايته "مزارع التبغ" السخط العارم الذي قد يسببه الضراط:

"لكن، قد بدا هذا أمراً صعباً، فقد تكرر أن يطلب أحد العاملين في شركتي الذهاب كي يضرط، وهو ما يتسبب بالإهانة المتكررة"2.

كذلك، يمكن أن يُلاحَظ بأن وصمة العار الفردية الناتجة عن "طلب السماح بالذهاب ليضرط" هي عبارة عن محاولة لإقناع الآخرين بأنه شخص إضافي لا أكثر ولا أقلّ، حيث يضرط الجميع.

باختصار، الروائح، سواء كانت حقيقية أو مزعومة، جرى استخدامها غالباً كقاعدة لإضفاء هوية أخلاقية على الفرد أو الجماعة. ومما لا شكّ فيه، وفي بعض الأحيان، كإدانات أخلاقية قاسية في سياق عمليات التفاعل البشريّ.

نقرأ في مصدر آخر المعلومات التالية الخاصة بهذا التحريم:

يعتبر إطلاق الغازات (الضراط) من المحرمات الاجتماعية إلى حدٍّ ما. ففعل ذلك يعني أننا لسنا على ما يرام. في الواقع، تعتقد الناس أن إطلاق الغازات عبارة عن عادة بغيضة على الرغم من أنها ظاهرة فيزيولوجية طبيعية. في الواقع، كلنا نطلق الغازات وقد تم إثبات ذلك علمياً. لا أحد يستطيع إنكار هذه الحقيقة!3


أخيراً، يُعتقد أن رائحة غازاتنا أقل إزعاجًا من رائحة غازات الآخرين لأننا اعتدنا على رائحة أجسامنا وما يصدر عنها، كما أنها لا تهاجمنا على حين غرة. ووفقًا للأخصائيّة الأسترالية بعلم الإنسان كيرستن بيل، فإن سبب الطبيعة الهجومية للضرطات في مختلف الثقافات والمجتمعات لا يكمن في روائحها الكريهة فقط، بل لأنّه يعتبر هجوماً من إنسان على إنسان آخر، بل هو غزو للحواس وانتهاكاً للنطاق الشخصي.

 وكما كتب بنجامين فرانكلين:

 "لولا الرائحة الكريهة التي تصاحبها، لما واجه الكثير من الناس على الأرجح مشكلة في إخراج الغازات في الأماكن العامة بنفس الطريقة التي يبصقون بها أو يمخطون"4.


المصادر


1. Salinger, J. D. 1951, p. 48. The Catcher in the Rye. New York: Harper & Row.

2. Barth, John. 1967, p. 371. The Sotweed Factor. New York: Doubleday.

3. https://www.vedantu.com/blog/why-do-we-fart

4. Federico Kukso, Odorama; Historia cultural del olor. Taurus. 2019


للإطلاع على مواضيع أخرى ذات صلة

 (1) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(2) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(3) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(4) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(6) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(7) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(8) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

No comments:

Post a Comment