Sociology of smell and Odours (8) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

في هذا الموضوع، يتحدث كلٌّ من لارجي وواتسون حول رائحة الأزهار وهوية شمية منفرة وجامعة معاً:

فيما يتم تفادي "الرائحة الكريهة"، تملك رائحة "الورد الجوري" شيئاً من الحميمية؛ فالفرد الذي تصدر عنه رائحة جذابة سيمتلك مستوى حسي مهم على الأقلّ.

هو واقع مثبت من خلال المكانة الهامة التي تحظى بها طقوس الروائح الكريهة وإزالتها، كطقوس إرسال الورود أو الرسائل الفوَّاحة إلى شخص عزيز.

لا تصدر الرائحة العذبة عن الورد الجوري فقط، بل نحب باقات الزهور بأنواعها المختلفة أيضاً. 

بكلمات أخرى، توجد أرضية تدفع للافتراض بأنه يُعترَفُ بالحميمية أو الانحياز أو يتم إقرارها من خلال المحفزات الشمية.

فبحسب هربرت سبنسر، لا ترمز عادات التقبيل الأنفي والتنشُّق لدى الآسكيمو ولساموناس وسكان جزر الفيليبين إلى إشارات تحية فقط، بل ترمز إلى توحيد هوية الجماعة وتماسكها¹.

وتوجد إمكانية قوية لاعتبار الروائح مؤشراً لتفادي جماعات غريبة بشكل عفوي وإبقاء الشعور بالانتماء الضمني لذات الجماعة. ضمن هذا السياق، يمكن لنا الافتراض بأن رائحة الثوم، التي تشكل عنصراً مناهضاً للباكستانيين بين البريطانيين، ربما تُعزى، مع ذلك، إلى تحديد الباكستانيين لهوية خاصة جامعة ضمن ذات الجماعة الباكستانية.

أخيراً، لدينا "حديقة الورد الجوري"، التي تجذب وتسهل التفاعل بواسطة روائحها.

 ففي حين نميل إلى تفادي الأحاسيس تجاه روائح البول الكريهة في مشافي الأمراض العقلية، فإننا ننجذب إلى الروائح الصادرة عن أشجار الصنوبر في الحدائق؛ فيما ننزعج من الروائح الصادرة عن مصانع المعلبات، فإن روائح أفران الخبز وسواه تشجعنا على الاقتراب منها؛ فيما نشمئز من عوادم المياه ومجاري الأنهار الملوثة، فإننا نبتهج بالشواطيء وروائح الملح والرمل.

 باختصار، تُعتبَرُ الرائحة، في الغالب الأعم من الحالات، مكوناً رئيسياً في تحديد البيئة والتوجه نحوها وتشكل عاملاً مساعداً في خلق نشاطات مناسبة.

عندما يمكن أن يشكِّلَ التعرُّض للروائح أمراً مقبولاً دون الاهتمام بالتفكير مليّاً، نكون، مع ذلك، أمام إشارات إلى نماذج خاصة من حالات التعرُّض.

جدير بالذكر بأنّه في حين ركَّز كتّاب عصر النهضة على رائحة الورود الجورية وأعطوها أهمية رمزية كبيرة، فإن تغير أنماط الإدراك في القرن التاسع عشر قد دفع زارعيها إلى اختيار الجمال البصري بدلاً من شذاها².

المصادر

https://www.jstor.org/stable/2776218. Accessed: 05-09-2019 15:31 UTC

1. Spencer, Herbert, 2:15-16. 1896. The Principles of Sociology. New York: Appleton.

2. Constance Classen, Worlds of Sense: Exploring the Senses in History and across Cultures (London: Routledge, 1993), pp. 15–36

للإطلاع على مواضيع أخرى ذات صلة

 (1) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(2) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(3) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(4) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(5) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(6) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(7) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح