Thursday, July 3, 2025

Sociology of smell and Odours (12) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح


في هذا الموضوع، يُنهي كلٌّ من لارجي وواتسون الحديث حول إدارة الإنطباع من خلال الروائح:

عُرِضَ هذا النوع من الإعلانات، في الغالب الأعم من الحالات، من قبل امرأة عارية أو امرأة مع "إيحاءات جنسية واضحة"، حيث وُجِّهَت إلى الذكور الراغبين بالتلاعب بهويتهم الشمية بهدف امتلاك الجاذبية الجنسية.


رغم اختلاف المقاربة، تعكس إعلانات عطور نسائية ذات الأمر وتحمل نفس الرسالة: 

نوع Tabu، "الرائحة العطرة المحرَّمة"؛ نوع إنتيميت (حميمي بالعربي)، "ما الذي يجعل صبية خجولة تتمتع بالحميمية؟"؛ نوع شانل رقم 5 (بيت الموضة الباريسي رقم 5 بالعربية)، "سحر بيت الموضة الباريسي"؛ نوع لير دو تامب (هواء الزمن بالعربية)، "لكي تجذبي الرجل، اضغطي على هذا الزر"؛ نوع ماجا (الفاتنة بالعربية)، "الفاتنة هي امرأة. رائعة، عملية، مثيرة، مؤثرة. امرأة مسكونة بالألغاز"؛ نوع أمبش (كمين بالعربية)، "انتظريه على شكل كمين"1.

لكي نعرف إلى أيّة درجة تنفع محتويات الإعلانات كسبب مشروع لاستخدام العطور، فسنحتاج إلى إجراء دراسة إضافية؛ رغم هذا، يمكن الافتراض بأن هذه العلاقة موجودة فعلاً.

 يُقترَحُ بأن التلاعب بالهوية الشمية، في الغالب، مرتبط بالهوية الجنسية2.

 يفهم الفاعلون الاجتماعيون، كذلك، بأن السياق الذي يعملون فيه يؤثر، ببعض الأحيان، على نماذج السلوك. 

يعرفون بأن الرائحة تحدد، في الغالب، نوعاً من الميول. وبالتالي، تعكس شيئاً كالهوية الشمية،

الميول الروائحية هي عرضة للتلاعب. 

كما أشرنا سابقاً، تُوصَفُ رائحة الجماعات الكاملة، في بعض الأحيان، من خلال إستعمال مصطلح "نتنة"؛ وربما تحدد التسمية صورة وتطور الجماعة.

 بالتالي، يمكن الإستنتاج بأن جهوداً قد بُذِلَت لأجل التحكم برائحة الجماعات أو العمل على تغييرها.

في العام 1969، تبنت العاصمة واشنطن مجموعة قوانين خاصة بتلوث الهواء تحدد الروائح التي تسيء إلى رفاهية الجمهور، وقد تضمن تعريف الرفاهية الاستمتاع المعقول بالحياة وبالملكية. ولأجل تطبيق هذا، استخدمت المدينة مقياساً للروائح، وكان عبارة عن جهاز علمي يعمل على معايرة "النتانة". فيما اعتمدت مدن أخرى إجراءات شبيهة، سيما على صعيد إجبار المصانع وأماكن معالجة مياه الصرف الصحي على استخدام مزيلات الروائح الكريهة3

في ذاك الوقت، تمثلت الحجة الأساسية بالآتي:

"يُحفِّزُ التخلص من الروائح الكريهة على تطور المجتمع من خلال الحصول على بيئة صحية وجذابة أكثر"4

فيما انهمكت مجتمعات في قضايا إزالة الروائح الكريهة لأجل خلق بيئة جميلة، وجه آخرون الجهود إلى تحضير روائح خاصة قد لا تبدو محببة للغالبية. على سبيل المثال، جرى استخدام مكثف للعطور في ألعاب المنافسة في كلوزيوم روما، حاولوا خلق إحساس بوحدة الفريق خلال المنافسات5.

حدث شيء مشابه في لعب البيسبول في شيكاغو، حيث استخدموا بخَّاخاً يُصدرُ رائحة بوشار (ذرة مقلية) في ملاعبهم لأنها "تجعل الناس يشعرون بالرضى"؛ وفي العامين 1964-1965، خلال معرض نيويورك العالمي، صدرت رائحة مصنعة من رائحة بهارات الكاري ورائحة الأبقار عن الجناح الهندي المشارك6.

يقدم استخدام البخُّور مثالاً آخراً حول إعدادات الروائح. استخدمت الجماعات الدينية، تقليدياً، البخور لأجل خلق "رائحة القداسة"، لإضفاء جو من "القدسية" وسط التابعين. ربما يساهم إشعال البخور بإشراك الجماعة في خبرة جماعية ضرورية. عندما يتشبَعُ كل تابع "بجزيئات العطر"، سيجعله هذا الأمر يعتقد بأنه متوحد بالجماعة أكثر. لاحظ بولون بأنّ استخدام البخور "يزود بالإحساس برمزية التمثيل لعمل غير مرئي (تبادل الأفكار والمشاعر) في الواقع"7.

وفق المعنى الدوركهايمي، يُولِّدُ استخدام البخور ظاهرة اجتماعية حقّة8.

ربما تستحق إعدادات إزالة الروائح الكريهة أو استخدام روائح معينة في المسارح، ولمجمعات التجارية والمنازل والغرف الإهتمام أكثر.

فمن جديد، يمتلك كل إعداد لرائحة متوقعة أو مرغوبة الأهمية. هكذا نجد استخدام شائع لعمليات البخّ، على سبيل المثال، الاستخدام الموسمي لروائح الصنوبر والراتنج في المنازل لإيصال رسالة تقول "إنه روح الميلاد".

كما يصف هارك ليلة عيد الميلاد:

"في كل مكان من الغرفة، غير منظورة لكنها موجودة، ترفرف رائحة الراتنج الخفيفة والطحلب وشمع عسل النحل مثل منح البركات".

في النهاية، تُستخدم الروائح أحياناً للتحكُّم، بعيداً عن الرضى، بمجموعات عبر الإعدادات.

إستخدام الغازات المسيِّلة للدموع لتفريق الحشود خير مثال، وبذات الوقت يخلق الامر خبرة جماعية مشتركة، ربما ينتج عنها شعوراً يقوي الحشود من جديد ويدفعها للتوحد.

 "هل أزعجتك رائحة الغاز، الذي إستخدمته الشرطة؟"9.

إشارات

1. اقترح تايلور (1968، ص 153) أنه إذا كانت المنشطات الجنسية فعالة، فربما يمكن العمل على تطوير مثبطات جنسية أيضاً. "أمر كهذا قد يفيد المستكشفين ورواد الفضاء وغيرهم من المنقطعين عن مجتمع الجنس الآخر. وفي السجون التي يشيع فيها السلوك الجنسي الشاذ، جرّاء هذه العزلة، قد يتبرَّر استخدام مثل هذه المثبطات الجنسية، بالتوازي مع إستعمال مفترض لزهور الكبريت في الماضي لذات الغرض".

2. من المناسب الإهتمام بالعلاقة بين التدخين والهوية. الأكيد هو غخفاء التدخين للروائح الشخصية، ويترافق تدخين أنواع تبغ مختلفة الروائح مع إضفاء هويات روائحية متنوعة؛ السيجار والغليون وسواها.

3. راجع ماكنزي (1966). للاطلاع على نقاش حول أجهزة قياس الروائح، انظر "كيفية تتبع الروائح الكريهة"، المدينة الأمريكية 82 (يونيو 1967): 144.

4. ظهر عدد من التقارير بصحف ومجلات حول الروائح والتنمية الإجتماعية. على سبيل المثال: "جرى إعتبار موقع مُقترَح من قبل وليم وبابكوك غير مناسب لمدرسة بسبب روائح صناعية وأخرى ذات صلة بحظائر الحيوانات" (بافالو كوريير إكسبريس، 14 يناير كانون ثاني 1970، ص 3)؛ "قاوم مواطنو منطقة إسكابانا في ميشيغين عملية بناء مصنع للمواد الكيميائية الكبريتية في منطقتهم" (بيان صحفي لوكالة أسوشيتد برس، 29 أغسطس آب 1970)؛ "في مدينة سيلبيفيل بولاية ديلاوير، صدرت أوامر لشركة بيشوب للمعالجة بإزالة الروائح الكريهة من المدينة بسبب الجو البغيض الذي يلف المدينة بكثافة هائلة ذو رطوبة عالية ورائحة لحم متعفن. يرى العمدة أ. ب. كاري أن التخلص من تلك الرائحة سيحفز نمو صناعات أخرى" ("الحرب على الرائحة: شركة بيشوب للمعالجة، سيلبيفيل، ديلاوير أُمِرَتْ بإزالة الروائح الكريهة"، نيوزويك، 31 يناير كانون ثاني 1966، ص 23-24).

8. إنطلاقاً من وجهة نظر تحليلية نفسية، يمكن تفهُّم سبب إستعمال الروائح وحاسة الشمّ للتواصل مع الإله أومع الله (تواصل إجتماعي، وفق المعنى الدوركهايمي). توحي الروائح وفعل الشمّ بحدوث تماهٍ أكبر شخصي وحميمي مع الآخرين. على النقيض من هذا، تُرى الخبرات البصرية والسمعية بوصفها منفرة أكثر من الخبرات الشمية والذوقية واللمسية. فعلى مستوى الخبرتين البصرية والسمعية، حيث لا تستهلك الأنا الجزيء المُحفِّز كما هو حاصل مع الخبرات الأخرى.

9. هارك، آن. 1952. التلال الزرقاء وفطيرة شوفلي. فيلادلفيا: ليبينكوت؛ في هذا الصدد، تكهن تايلور (1968، ص 53) بتوقع حدوث تأثير لسحابات الهباء الجوي (سحابات غازية) على تنظيم سلوك الحشود.

المصادر

5. McKenzie, Dan. 1930, p. 56. Aromatics and the Soul: A Study of Smells. New York: Hoeber.

6. Hamilton, Andrew. 1966, p. 84. "What Science Is Learning about Smell." Science Digest 55 (November): 81-85.

7. Boulogne, Charles D. 1953, p. 95. My Friends the Senses. New York: Kenedy; Frazer, James G. 1951, 1:379-84. The Golden Bough. New York: Macmillan.

للإطلاع على مواضيع أخرى ذات صلة

 (1) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(2) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(3) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(4) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(5) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(6) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(7) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(8) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(9) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(10) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(11) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(13) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(14) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(15) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(16) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

No comments:

Post a Comment