Friday, June 27, 2025

Sociology of smell and Odours (9) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح



في هذا الموضوع، يتحدث كلٌّ من لارجي وواتسون حول إدارة الإنطباع الحسيّ، أو التحكُّم به، من خلال الروائح:

على اعتبار أن الروائح تُضيف حقاً معنى إجتماعياً، فليس مفاجئاً القول بأنّ عدد من الممارسات قد تطورت بواسطة الهوية الشمية وأن التعرُّض للروائح يجعلها عُرضة للتلاعب والتغيُّر بالنتيجة. هناك تقاطعات ثقافية وتاريخية في محاولات "إضفاء" المصداقية على الرائحة.

كذلك، هناك أمثلة كثيرة حول محاولة خلق روائح مرغوبة.

لأجل إقرار هوية شمية مقبولة إجتماعياً ولأجل الحفاظ عليها، استخدم الفاعلون قاعدتين عمليتين:

 إزالة الروائح الكريهة والتعطُّر.

 تقوم القاعدة الأولى على لزوم إقصاء الروائح، التي لا تحظى بقبول اجتماعي من خلال أنشطة مثل الإغتسال والغرغرة وتنظيف الأسنان. يوجد، عادة، إهتمام خاص حول إزالة مخلفات التعرق الجسدي.

فيما تقوم القاعدة الثانية على تقديم الذات من خلال التزود بروائح مقبولة اجتماعياً عن طريق "فنّ" التعطُّر1.

تنطوي عملية إزالة الروائح الكريهة على تقديم إنطباعات تطال "الصحّة الجيدة" و"النظافة"، بينما تُعطي العطور الانطباع "بكون الشخص مفعم بالنشاط ومحبوب من قبل الآخرين".

من خلال استخدام مزيلات الرائحة الكريهة والعطور، يمكن أن يستبق الشخص تحديد هويته بوصفه "جيد، نظيف وإنسان لطيف" لا شخص "نتن" أو "ذو رائحة خانقة".

من خلال تلك الممارسات، يحاول الشخص تفادي الشجب المعنوي وتقديم هوية تتفق مع التطلعات الإجتماعية، التي بدورها، تُكسبُ مصداقية معنوية:

 إن من تصدر عنه رائحة لطيفة هو شخص لطيف.

ترتبط الهوية الشمية للفرد، على وجه الخصوص، بالعرق وبالطبقة وبالهوية الجنسية  (الجندر):

وكما لُوحِظَ مبكراً، يرتبط التعطُّر بقوّة بالتقديم والتلاعب بتلك الهويات. فقد لُوحِظَ بأنه جرى وصم الأقليات العرقية بمصطلحات مرتبطة بالروائح، فكما أشار دولارد، إلى أن الادعاء بكون الأقليات العرقية "مُصدرة لروائح كريهة، يُعتبر طريقة مساعدة لأقصى حدّ في إلصاق علامة الطبقة الدنيا بهم وبهذا يتم تبرير الفوقية كسلوك".

ملاحظة: بخصوص العطور، طرح ثيودور روزبيري1 تساؤلات مثيرة للإهتمام وفي صلب علم الإجتماع، هي:

 هل يتوجب علينا، أحياناً، التساؤل عن سبب إعجابنا بالورود أو بجوز الهند أو بالغزلان الآسيوية أو بأحشاء حوت العنبر؟؛

 ألا يمكننا تعلُّم التأقلم مع رائحة العرق الصادرة عن إناث وذكور أصحاء؟.

بالطبع، هو يُشير إلى الإهتمام التاريخي الكوني للإنسان بقضية تغيير الروائح الشخصية والتحكم بها لكي يُصدِرَ روائح شبيهة برائحة الورود أو الأشجار أو الحيوانات.

 لماذا توحي رائحة الزنبق بأمر محبّذ؛ فيما توحي رائحة العرق البشريّ بالخجل؟

هل يساهم المعنى الإجتماعي المشين المرتبط بالروائح بتنفير الفاعلين الإجتماعيين من أجسادهم ذاتها على نحو شبه مستمر أو دائم؟2

المصادر


1. Rosebury,Theodor. 1969, page: 208. Life of Man. New York: Viking.

2. Dollard, John. 1957, p. 380. Caste and Class in a Southern Town, New York: Doubleday.

للإطلاع على مواضيع أخرى ذات صلة

 (1) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(2) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(3) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(4) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(5) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(6) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(7) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(8) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(10) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(11) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(12) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(13) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(14) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(15) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(16) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

No comments:

Post a Comment