Friday, June 20, 2025

Sociology of smell and Odours (4) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

  

في هذا الموضوع، يتحدث كلٌّ من لارجي وواتسون حول آراء بعض أخصائيي علم الإنسان حول حاسة الشمّ والروائح:

يقدم أخصائيُّو علم الإنسان بعض الأمثلة الساحرة حول إرتباط الروائح "بالنقاء أو الطهارة" في النظام الأخلاقي.

على سبيل المثال، يتحدث رينولدز حول نشاطات العرّافين ضمن قبيلة نجوني، التي تعيش في جنوب أفريقيا، فيقول:

 "عندما يبحث أحدهم عن آكلي لحوم البشر وآكلي الجيف، يقوم به من خلال أنفه لأن لديهم رائحة لحم خاصة على أصابعهم. يتنشق العرافون بحيوية وعمق، من حين لآخر، عندما يكونوا برفقة آخرين"1.

بصورة شبيهة، تحضر عادة التقبيل الأنفي كنوع من التقدير والاحترام المتبادل لدى الآسكيمو وقبائل أخرى.

في المجتمعات الحديثة، هناك الكثير من الأمثلة الشبيهة.

مثلاً، يربط كثيرون من ذكور الطبقة العمالية رائحة الكولونيا على الذكر بالتخنُّث  - "تصدر عنه رائحة ساحرة".

بناءاً عليه، من النادر أن يتعطر عمال الفولاذ قبل الانصراف من العمل. في ذات المنحى، ربما سمعت أحد العاملين في الكهنوت الديني وهو يعبر بصورة مقززة عن أولئك الذين يُصدرون "رائحة تعرق كريهة" أو أولئك الذين لهم "رائحة فلاح" – بشعة وغير نظيفة.

كذلك، وقبل البدء بالاحتفال الديني الطقسي، يُعطِّرُ الكاهن نفسه بالكولونيا.

كذلك، جرى تداول عبارات، خلال العصور الوسطى، من قبيل:

 "تُصدِرُ رائحة شبيهة برائحة المومس"، حينما صدرت عن امرأة رائحة عطر قوية، كما لو أنها تعرض نفسها كفاسقة. في ذات الوقت، تابع العاملون بمجال الإعلانات خلق وعي اجتماعي يعتبر أنّ "النَفَس الكريه"، "التعرق البشع"، أو "الرائحة الأنثوية" كعلامات مفسدة سلبية، كإشارة لامرأة تتعاطى مع الآخرين بوقاحة وتهينهم.

جرى الربط بين الهوية الشمية للشخص وبين الحالة الأخلاقية لديه من خلال إشارات علمية مزعومة أو قصصية خيالية طالت محاولات تفسير سلوك المرء.

على سبيل المثال، يصف أخصائي علم النفس الاجتماعي البريطاني رونالد غولدمان، في رسالة وجهها إلى نادٍ للشباب، بصورة مدهشة ما اعتبره "مشكلة العضو":

"باتجاه شخصي، كان تيم متسخاً ويُصدرُ رائحة كريهة بشكل دائم، وقدم أساتذة كثيرون تقاريرهم عن عفونة تلك الرائحة الصادرة عنه خلال ساعات الدوام. تعامل مع تيم عدد قليل للغاية من الطلاب في ظل إطلاق أحكام بحقه، مثل أنه إتصف بالخبث والرذالة ولا يمكن الوثوق به أبداً"2.

 في تلك الحالة، تيم، الفرد، هو نتن على الصعيدين الجسدي كما الأخلاقي.

بشكل مماثل، جرى ربط كثير من الروائح المزعومة للجماعات بتصورات نمطية مكررة تطال إنحلالاتهم الأخلاقية. على سبيل المثال، جرى وصف الباكستانيين في بريطانيا بعتَّالي لندن، بالطريقة التالية: "ترتسم على وجوههم البلادة والضعف. أيَّةُ رائحة كريهة تصدر عنهم؟".

حدث شيء شبيه في أميركا، ربما سمعتهم يقولون "رائحة السو د النتنة"، ويشير هذا إلى إمتناعهم عن التحمُم وعدم إتباع "معايير بشرية لائقة"، ولأنهم "يعيشون كالخنازير"3.

يتبع

المصادر

1. Reynolds, Barrie, p. 126. 1963, Magic, Divination, and Witchcraft among the Barotse of Northern Rhodesia. Berkeley: University of California Press.

2. Goldman, Ronald. 1969, p. 95. Angry Adolescents. London: Routledge & Kegan Paul.

3. Faulkner, William. 1948. Intruder in the Dust. New York: Modern Library; Dollard, John. 1957. Caste and Class in a Southern Town, New York: Doubleday; Brink, William, and Louis Harris. 1969, pp. 138-40. The Negro Revolution in America. New York: Simon & Schuster.


للإطلاع على مواضيع أخرى ذات صلة

 (1) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(2) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(3) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(5) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(6) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(7) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

(8) علم إجتماع حاسة الشمّ والروائح

No comments:

Post a Comment