Sunday, June 22, 2025

Fenicio en Granada – Fenicios granadinos (2) فينيقيُّون في غرناطة – فينيقيُّون غرناطيُّون


3. الفينيقيُّون في إسبانيا

تبدأ العلاقة بين الفينيقيين وإسبانيا مع هذا الإسم ذاته، حيث تشكل اللغة والكتابة الفينيقيتان جزءاً هاماً من المشهد اللغويّ والنقشيّ الحاضر في شبه الجزيرة الإيبيرية (البرتغال وإسبانيا) قديماً. في الواقع، هي جزء أساسيّ، بالمعنى الحرفيّ، على مستوى إدخال وتطوير الكتابة إلى شبه الجزيرة الإيبيرية القديمة، حيث لا يمكن فهمها بعيداً عن التأثير الفينيقيّ في سكان شبه الجزيرة الإيبيرية الأقدم حضوراً، وبوقت لاحق، شكَّلَ الفينيقيّون مُكوناً أصيلاً من مكونات شبه الجزيرة الإيبيرية السكّانيّة. ضمن هذا السياق، وعلى إعتبار إستعمال الكتابة عنصراً أساسياً هاماً على مستوى الثقافة الفينيقيّة، يصبح بديهياً درس السياق اللغوي الفينيقيّ الإيبيريّ؛ كما أشار خيسوس لويس كونتشيُّو هاري في مقاله "تأثيل جديد لكلمة: هسبانيا"، قائلاً:

"من المهم ملاحظة أنّ الكلمة الفينيقيّة يجب أن تبدو: سبن وسبي، والمعنى "شمال" في الحالتين. الكلمة الأصل هي "سبن"، لكن، تظهر الكلمة "سبي" بسبب حدوث تغيُّر من ن إلى ي، ظاهرة معروفة على مستوى اللغة الفينيقيّة. ما يُراد قوله، هنا، هو أنّ كلمة هسبانيا، كما كلمة هسباليس، ربما إمتلكت ذات التأثيل الأصليّ الفينيقيّ ويرتبط "بجهة الشمال"".

لقد وصل الفينيقيُّون إلى أقصى طرف للبحر الأبيض المتوسط الغربيّ، ووصولاً إلى ساحل المحيط الأطلسي الإسباني البرتغالي، منذ العام 1100 قبل الميلاد على الأقلّ.

بحسب تامار هودوس:

"حضر جدل كبير بين المصادر الأثرية والأدبية حول تأسيس تلك المواقع الفينيقيّة المتوسطية. تؤكد الأدبيات على تواريخ تعود لنهايات القرن الثاني عشر قبل الميلاد على مستوى مواقع غربية فينيقية هي الأبعد، مثل قادير على الساحل الأطلسيّ الإسباني اليوم بإسم كاديث (العام 1104 قبل الميلاد)".

فيما إعتبر يو. ب. تسيركين في الصفحة 27 من كتابه "الحضارة الفينيقية في إسبانيا":

بأنّ الحضور الفينيقيّ في إسبانيا قد بدأ خلال القرن الثاني عشر قبل الميلاد (1200 قبل الميلاد).

يستخدم تسيركين تعبيراً متكرراً في كتابه، هو "فينيقيّون إسبان"، وبرأيي المتواضع، هو توصيف واقعيّ يعكس تشكيل الفينيقيين لجزء هامّ ومؤسس للمجتمع الإسباني الراهن.

فيما إعتبر مصدر آخر بأنّ الفينيقيين قد أسَّسوا موقع صكص (ألمونييكار بالإسم الراهن) بنهاية عصر البرونز بحدود العام 1500 قبل الميلاد.

لقد أسَّسَ الفينيقيُّون الكثير من المدن والبلدات والمواقع الإسبانيّة، بينها ما هو معروف اليوم بإسمه الفينيقيّ الأصليّ، فعلى سبيل المثال، وفي منشور موجود بمتحف أثريّ غرناطيّ، يمكن الإطلاع على هذه الأسماء الفينيقيّة لمدن وبلدات غرناطية:

سيلامبينا (سالوبرينيا هو الإسم الراهن)؛ صكص أو صيكصي سالفة الذكر

يُعتبر التأثير القرطاجي اللاحق عبارة عن إستمرارية للتأثير الفينيقيّ القديم، فقد أسَّسَ الفينيقيُّون قرطاج في تونس بحدود القرن الثامن قبل الميلاد، فيما يعود حضورهم القديم في إسبانيا إلى قرون سابقاً.

واقعياً، الحضور الفينيقيّ في شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا + البرتغال) هو عملية تاريخيّة، قد دامت أكثر من ثمانية قرون وبتطوُّر متنوِّع ومعقّد.

ينطبع المشهد التاريخيّ، الذي تضمَّنَ الإستيطان الفينيقيّ الأقدم بشبه الجزيرة الإيبيرية، بإقتصاد إعاشيّ وجوديّ ونمط حياة مستقرّ أو نصف مستقرّ، وهي بنية شائعة لدى جميع المجتمعات قبل الصناعية.

أدخل الفينيقيُّون الحديد إلى شبه الجزيرة الإيبيرية بدرجة كبرى، وبالعموم، إلى عموم مناطق البحر الأبيض المتوسط من خلال مواقعهم الكثيرة الأوروبيّة ومناطق في المحيط الأطلسيّ، عملياً، هم المسؤولون عن نقل صناعة التعدين والصلب (الفولاذ) من الشرق إلى كل المناطق المذكورة آنفاً. تتطور هذه الصناعة من خلال تدوير منتجات فرعية نحاسية وبرونزية فيها الكثير من الحديد. مع ذلك، وبما يخص شبه الجزيرة الإيبيرية، تتميز الصناعات الحديدية على مدار قرون في المواقع الفينيقية حصراً، بحيث لا تظهر هذه الصناعة بين مجتمعات شبه الجزيرة الإيبيرية إلّا بوقت متقدم من الألفية الاولى قبل الميلاد. 

يتبع

المصادر

Jesus Luis Cunchillos Harri, Nueva etimología de la palabra Hispania - 

ACTAS DEL IV CONGRESO INTERNACIONAL DE ESTUDIO FENICIOS Y PÚNICOS Cádiz, 2 al 6 de Octubre de 1995

 Tamar Hodos - A PHOENICIAN PAST AND PRESENT - On-

 Phoenician - expansion

- The Phoenician civilization of Spain, Ju. B. TSIRKIN, Arabic version translated by Yusuf Abi Fadel. La civilización fenicia de España, Ju. B. TSIRKIN, versión árabe traducida por Yusuf Abi Fadel

 - SELAMBINA, Salobreña (Granada) - ANTONIO RUIZ 

FERNÁNDEZ 

https://arqueologiadesks.com/2019/11/25/selambina-salobrena-granada/

- La fundación de Sexi-Laurita (Almuñecar, Granada) y los inicios de la penetración fenicia en la vega de Granada. Por: Alfredo Mederos Martín y Luis A. Ruiz Cabrero

مواضيع أخرى ذات صلة

 (1) فينيقيُّون في غرناطة – فينيقيُّون غرناطيُّون

No comments:

Post a Comment