Sunday, June 15, 2025

Fenicios en Granada – Fenicios granadinos فينيقيُّون في غرناطة – فينيقيُّون غرناطيُّون (1)

 

1. مدخل

"تهبُ الذاكرة الجمعية إحساساً بالإنتماء للأشخاص. يساعدُ التاريخُ على تفسير العالم. يمكن لرؤية مُشتركة للتاريخ العمل على تغيير المستقبل. التاريخ شخصانيّ بإمتياز وهو مفتوح على تفسيرات متنوعة ومختلفة. لقد استخدمَ سياسيّون التاريخ، بالعموم، وحوادث تاريخية معينة، على نحو خاص، لخدمة مقاصدهم وأهدافهم الحزبية السياسيّة. على كل بلد وكل جيل مواجهة ماضيه بكل ما فيه، لكن، لا يجب القيام بهذا الأمر من خلال الترويج للأساطير والخرافات والمبالغات والأكاذيب إضافة إلى الإستعمال المُسيَّس للتاريخ بهدف الهجوم على الخصوم. نرثُ الذاكرة الجمعية والتاريخ الذي تركه أسلافنا ويتوجب علينا إستخدامه بشكل مناسب ونزيه".

مارتين شولتس، رئيس المجموعة الإشتراكية في البرلمان الأوروبي

"هذا هو نموذج المؤرِّخ بالنسبة لي: هو شخص مقدام لا يعرف شيئاً إسمه خوف، لا يعرف شيئاً إسمه فساد، مستقلّ، صريح وواضح، صارم، بالغ التدقيق، نزيه؛ يسمي الأشياء بأسمائها، هو حيادي لا يُخضِع البحث لأهوائه الشخصية (مُتحرِّر من الإنفعالات الحسية الخاطفة)، لا يتفادى نقد أحد تحت ذرائع مثل الإزعاج والإحترام أو اللياقة؛ هو قاضي عادل بأحكامه؛ يميل إلى فهم مشاكل كل فرد بمودّة، مستعدّ لإعطاء كل ذي حقّ حقّه، مُتحرِّر من جميع القيود المرتبطة ببلده وقوانينه وحكامه، لهذا، فهو سيقول ما يُمليه عليه ضميره فقط، وسيعمل على إقرار الوقائع كما حدثت بلا تحريف ولا تزييف".

لوقيان السميساطي (125-181)، كاتب مشرقي باللغة اليونانية، يُعتبر من أوائل النُقّاد الهزليين

"اللغة الفينيقيّة هي اللغة الأُمّ لكامل البحر الأبيض المتوسط، وأبجديتها هي أبجديتنا الأولى".

ماريّا جوزيب إستانيول، أستاذة لغة وثقافة فينيقيّة بجامعة برشلونة


يعود الإهتمام بدراسة الفينيقيين إلى إعتبارهم كشعب غير معروف كثيراً نظراً لعدم تمكنهم من إمتلاك أرض محددة وعاصمة سياسيّة معيّنة. بالطبع، لم يمنعهم هذا الأمر من الوصول لإمتلاك أهميّة إقتصادية هائلة على مستوى البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى تأثير ثقافيّ، وكل هذا نتيجة لقدرة تجارية كبرى مؤسسة على تقنيات فعّالة للغاية ومدعومة بتحكُّم ممتاز بطرق الملاحة.

في حالة الجنوب الإسباني (الأندلس)، هناك إهتمام وإعتراف كبيرين بدراسة الفينيقيين على مستوى اكاديميّ.

رغم ذلك، وبحسب أنطونيو دوبلا أنسواتيغي:

"في الواقع، تاريخ الفينيقيين في علم التأريخ الغربيّ أحد أفضل الأمثلة على تاريخ مُقولَب ومليء بالاحكام المُسبقة والتحزُّب والتشويه، يعود هذا التقليد التأريخيّ إلى هوميروس، وبوقت لاحق، إلى الرومان. ربما إختلف هذا التأريخ كثيراً:

فيما لو ربح الفينيقيُّون القرطاجيُّون الحرب البونية الثانية، التي حدثت خلال القرن الثالث قبل الميلاد، أي كما فعل مؤلِّف روايات الخيال العلمي المعروف بول أندرسون، عندما دعانا إلى التخيُّل في قصّة قصيرة عنوانها ديليندا إست ضمن روايته "حرّاس الزمن". ففي القصّة، يتوجب على حرّاس "الزمن" القيام بإعادة تشكيل للماضي ولأزمان ماضية موازية، كتلك التي خلالها من المفترض أنّ هنيبعل قد غزا روما وأحرقها، حيث تظهر تبعات هامّة على التاريخ الأوروبيّ اللاحق.

 مع ذلك، فيما لو نترك القصص الخيالية جانباً، لنعود إلى الواقع الفاقع، يمكننا قراءة شيء من الأوديسه، حيث يُوصَفُ الفينيقيين "بالمخادعين والجشعين"، رغم الإعتراف بأنهم بحّارة عِظام وتجّار بارعين.

رغم أنهم مُخترعو التجارة بالنسبة لبيلينيو القديم، ففي التراث الروماني، أطلق شيشرون على الفينيقيين صفة "الخونة أكثر من كل الشعوب!"؛ تعبير "فيدس قرطاجي" مترادف مع السلوك الخيانيّ، ولدى حديثهم عن هنيبعل، يُوصًف كشخص "قاسي وغدّار ولا يخشى الآلهة ولا أيّ شيء دينيّ".

 إعتباراً من وجهة النظر هذه وإلى الأمام، إكتسب الفينيقيُّون (والقرطاجيون كأحفاد لهم، غالباً) سمعة "بالغة السوء" تاريخياً، وهو ما نجده في الادبيات الخيالية وفي الثقافة الشعبية والسينما راهناً".

فيما كان هيرودوت، قد تحدَّثَ عن فينيقيين (وقرطاجيين) عادلين:

"كذلك، يحكي القرطاجيُّون القصّة التالية: في ليبيا، على الجانب الآخر من أعمدة هرقل (مضيق جبل طارق اليوم)، هناك مكان محدد مسكون؛ لدى صعودهم إليه، يفرِّغون حمولتهم، يدعونها على طول الشاطيء، ثمّ يرسون مراكبهم ويشعلون ناراً، تنطلق أعمدة الدخان منها. وقتها، يأتي السكان المحليُّون إلى الشاطيء دونما إبطاء، حيث يتركون الذهب كثمن للبضائع ويبتعدون كفاية عنها. من جانبهم، يقترب القرطاجيُّون من الذهب للتأكُّد من قيمته المكافئة لقيمة البضائع على نحو عادل، فيأخذوه ويبتعدوا؛ إن لم يقتنعوا بالثمن، يعودوا للمراكب وينتظروا حدوث تغيير بموقف الشُراة. عندها، يزيد الشُراة الثمن حتى يرضى الفينيقيُّون القرطاجيُّون. ساد العدل تلك العملية التجارية، فلا الفينيقيين يأخذون الذهب ولا السكان الأصليين يأخذون البضائع حتى تتساوى قيمة الذهب مع قيمة البضائع".

تحدَّثَ ديودورو الصقلي عن "فينيقيين، ومنذ زمن بعيد، قد أبحروا دون توقُّف ليمارسوا التجارة، وقد أسَّسوا الكثير من المواقع على سواحل ليبيا ومناطق أخرى من السواحل الأوروبية الغربية".

 تترافق هذه الصورة التقليدية مع مواد مختلفة ومواقع فينيقيّة متناثرة على السواحل المتوسطية منذ القرن التاسع قبل الميلاد وصولاً للقرنين السابع والسادس قبل الميلاد.

2. أصلُ الفينيقيين

يُحكى عن أصل مشرقيّ متوسطي للفينيقيين، حيث يُركَّز على الساحل اللبناني غالباً؛ مع هذا، الفينيقيُّون هم كنعانيُّو الساحل الشرقي للمتوسط، وفق مصادر عديدة*، حيث يمتد هذا الساحل من تركيا شمالاً إلى سيناء جنوباً، وقد تركوا بصمات عصيّة على الإمحاء على كامل هذا الساحل، حيث نجد بقاياهم الأثرية في مواقع ومتاحف كثيرة بتلك المنطقة وفي متاحف دولية شهيرة، سيما في برلين وباريس ولندن.

إن أتى الفينيقيُّون من ساحل المتوسط المشرقي إلى سواحل إسبانيا، فمن أين أتوا إلى ساحل المتوسط الشرقي؟

هناك عدم توافق حول أصل الفينيقيين أو حول المنطقة التي أتوا منها، إضافة إلى عدم التوافق حول أصل الإسم الفينيقيّ ذاته.

لكن، ما هي أهميّة معرفة أصل الفينيقيين، كجماعة بشرية، أو معرفة أصل إسم الفينيقيين، بذاته؟

برأيي المتواضع، ليس لهذا الأمر أيّة أهميّة؛ المهمّ هو ما تركه الفينيقيُّون لنا على المستويين التقنيّ والثقافيّ.

يجب علينا عدم نسيان أنّ مهمة الفينيقيين الحياتيّة قد تركَّزت على:

كونهم مخترعين ومكتشفين (هذا مُثبت: فهم أوائل البحّارة في البحر الأبيض المتوسط وربما في غيره).

فهم وتنظيم العالم (هذا مُثبت: بتأسيسهم لمواقع أو مدن في جميع مناطق البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي على الأقلّ).

نقل ونشر المعرفة (هذا مُثبت: فقد نشروا الأبجدية والكثير من المعلومات والتقنيات الحيوية بكامل أرجاء البحر الأبيض المتوسط وسواه).

تتفق هذه المعلومات مع ما ورد بتعاليم المؤرِّخ والكاهن الفينيقيّ سانخينياتون البيروتيّ (1300 قبل الميلاد).

إشارات

* الفينيقيون هم من نسل الكنعانيين، الذين انقطعوا عن المناطق الداخلية في سوريا وفلسطين حوالي عام 1200 قبل الميلاد بسبب غزو "شعوب البحر". اقتصر وجودهم على منطقة الساحل، فأسسوا عدة مدن - دول (مثل جبيل وصور وصيدا وغيرها)، وعلى إعتبار أن المنطقة لم تكن غنية بالموارد، فقد أبحروا في البحر الأبيض المتوسط بقصد الإستكشاف والإقامة، فأصبحوا بحارة وتجاراً.

يتبع 

المصادر

Politics of the Past: The Use and Abuse of History, Edited by Hannes  -

 Swoboda and Jan Marinus Wiersma

- The Way to Write History | Quomodo Historia Conscribenda Sit

SOURCE: The Works of Lucian of Samosata. Translated by Fowler, H W and F G. Oxford: The Clarendon Press. 1905.

- EDUCEIN. La educación en Fenicia, Idea: Sergio Bojalil    Arte: ViQtor - Victor Espinosa

https://web.ub.edu/es/web/actualitat/w/maria-josep-estanyol-phoenician-is-the-mother-tongue-of-the-mediterranean-our-first-alphabet

- Arqueología fenicia en Cataluña, Amada Victoria Tirado González, Grado en arqueología por la universidad de Sevilla, 2019-2020

- https://www.languagesgulper.com/eng/Phoenician.html

- UNIVERSIDAD NACIONAL DE EDUCACIÓN A DISTANCIA - Facultad de Geografía e Historia. El comercio de los fenicios occidentales entre los siglos VI y III a. C. Máster en Métodos y Técnicas Avanzadas de Investigación Histórica, Artística y Geográfica (Itinerario de Historia Antigua) Curso académico: 2018/2019. Alumno: Jesús Jacinto González. Directora: Pilar Fernández Uriel

- The Ancient Mediterranean. Sea in Meodern Visual and Performing Arts. Sailing in Troubled Waters - Edited by Rosario Rovira Guardiola. 12. Antonio Duplá Ansuategui, The Image of Phoenicians and Carthaginians in Modern Spanish History and Culture – Página: 214

 

منذ أكثر من 10 سنوات، بدأتُ أقرأ معلومات خاصة بالفينيقيين وتوسعهم في غرب البحر الأبيض المتوسط، سيما حضورهم في إسبانيا، وذلك باللغة الإسبانية، بالمقام الأول، واللغات الإنكليزية والفرنسية والألمانية، في المقام الثاني.

كنت أراهم مشرقيين، أما الآن، فأجدهم مشرقيين وغربيين، أي:

متوسطيين.

لقد عاشوا بمواقع ممتدة من شرق المتوسط مروراً بقبرص واليونان وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا شمالاً وبمصر وليبيا والجزائر وتونس والمغرب جنوباً، مواقع قد أسسوها هم من الصفر وعلى مدار قرون طويلة ومعروف بعضها لليوم بالأسماء الفينيقية الأصلية.

لا يمكن تجاهل فرضيات الوصول لأميركا وأوستراليا، علماً أنهم قد أبحروا في المحيط الأطلسي ولديهم رحلات شهيرة موثقة، فقد وصلوا إلى بريطانيا؛ كما أنهم أبحروا في محيطات أخرى ووصلوا إلى الهند، ما قد يعني أنهم قد تجاوزوا الصبغة المتوسطية ليكتسبوا صبغة عالمية ربما.

وشكراً

 

More than 10 years ago, I started reading information about the Phoenicians and their expansion in the western Mediterranean, especially their presence in Spain, primarily in Spanish and secondarily in English, French and German.

I used to see them as Oriental, but now I see them as Oriental and Western or: Mediterranean Phoenicians.

They lived in locations stretching from the Eastern Mediterranean through Cyprus, Greece, Italy, France and Spain in the north and Egypt, Libya, Algeria, Tunisia and Morocco in the south, locations that they built from scratch over many centuries, some of which are known today by their original Phoenician names.

The hypothesis of reaching America or Australia cannot be ignored, given that they sailed the Atlantic Ocean and have famous documented voyages, as they reached Britain; they also sailed in other oceans and reached India, which may mean that they went beyond the Mediterranean to acquire a global character, perhaps.

Thank you

Hace más de 10 años empecé a leer información sobre los fenicios y su expansión por el Mediterráneo occidental, especialmente su presencia en España, principalmente en español y secundariamente en inglés, francés y alemán.

Antes los veía como orientales, pero ahora los veo como orientales y occidentales o: Fenicios mediterráneos.

Vivían en lugares que se extendían desde el Mediterráneo Oriental pasando por Chipre, Grecia, Italia, Francia y España en el norte y Egipto, Libia, Argelia, Túnez y Marruecos en el sur, lugares que construyeron desde cero a lo largo de muchos siglos, algunos de los cuales se conocen hoy por sus nombres fenicios originales.

No se puede obviar la hipótesis de llegar a América o Australia, dado que navegaron por el Atlántico y tienen famosos viajes documentados, como que llegaron a Gran Bretaña; también navegaron por otros océanos y llegaron a la India, lo que puede significar que fueron más allá del Mediterráneo para adquirir un carácter global, tal vez.

Gracias

Il y a plus de 10 ans, j'ai commencé à lire des informations sur les Phéniciens et leur expansion en Méditerranée occidentale, en particulier leur présence en Espagne, principalement en espagnol et accessoirement en anglais, en français et en allemand.

J'avais l'habitude de les considérer comme des orientaux, mais maintenant je les vois comme des orientaux et des occidentaux ou des Phéniciens de la Méditerranée : Phéniciens méditerranéens.

Ils ont vécu dans des lieux qui s'étendent de la Méditerranée orientale à Chypre, en Grèce, en Italie, en France et en Espagne au nord, et en Égypte, en Libye, en Algérie, en Tunisie et au Maroc au sud, des lieux qu'ils ont construits à partir de rien pendant de nombreux siècles et dont certains sont connus aujourd'hui sous leur nom phénicien d'origine.

L'hypothèse d'atteindre l'Amérique ou l'Australie ne peut être ignorée, étant donné qu'ils ont navigué dans l'océan Atlantique et que des voyages célèbres ont été documentés, puisqu'ils ont atteint la Grande-Bretagne ; ils ont également navigué dans d'autres océans et ont atteint l'Inde, ce qui pourrait signifier qu'ils sont allés au-delà de la Méditerranée pour acquérir un caractère mondial, peut-être.

Merci

Vor mehr als 10 Jahren begann ich, Informationen über die Phönizier und ihre Ausbreitung im westlichen Mittelmeerraum zu lesen, insbesondere über ihre Präsenz in Spanien, in erster Linie auf Spanisch und in zweiter Linie auf Englisch, Französisch und Deutsch.

Früher sah ich sie als orientalisch an, aber jetzt sehe ich sie als orientalisch und westlich oder: Mittelmeerphönizier.

Sie lebten an Orten, die sich vom östlichen Mittelmeer über Zypern, Griechenland, Italien, Frankreich und Spanien im Norden und Ägypten, Libyen, Algerien, Tunesien und Marokko im Süden erstreckten, Orte, die sie über viele Jahrhunderte von Grund auf aufbauten und von denen einige heute noch unter ihren ursprünglichen phönizischen Namen bekannt sind.

Die Hypothese, dass sie Amerika oder Australien erreichten, ist nicht von der Hand zu weisen, da sie den Atlantischen Ozean durchsegelten und es berühmte dokumentierte Reisen gibt, da sie Großbritannien erreichten; sie segelten auch auf anderen Ozeanen und erreichten Indien, was bedeuten könnte, dass sie über den Mittelmeerraum hinausgingen und vielleicht einen globalen Charakter erlangten.

Danke

مواضيع أخرى ذات صلة

(2) فينيقيُّون في غرناطة – فينيقيُّون غرناطيُّون

(3) فينيقيُّون في غرناطة – فينيقيُّون غرناطيُّون

(4) فينيقيُّون في غرناطة – فينيقيُّون غرناطيُّون

(5) فينيقيُّون في غرناطة – فينيقيُّون غرناطيُّون

فينيقيُّون في غرناطة – فينيقيُّون غرناطيُّون (6 والأخير)

No comments:

Post a Comment