Sunday, August 3, 2025

The Atheist Encyclopedia الموسوعة الإلحادية (4)

 

2.1 تعاريف للإلحاد 

تعريف أوّل

الإلحاد الضعيف أو السلبيّ: هو الأكثر إنتشاراً، يعني عدم الإيمان بالإله لا عدم الإيمان بوجوده.

  أسبابي بتبني الإلحاد  شخصيّة. ربما لدى مُلحدين آخرين أسباب مشابهة؛ أو ربما أسباب مختلفة كليّاً، لكن، الإلحاد ليس ديناً ولا نظاماً فلسفياً يجب الخضوع له أو رفضه دفعة واحدة:

ببساطة، هو غياب الإيمان بالآلهة.

هذا لا يعني بأن الاسباب المعروضة غير موضوعية كليّاً، بل هي رأي يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ، والنقاش كفيل بتثبيت الصحيح وإقصاء الخاطيء ببساطة.

الإلحادُ، ليس قراراً مُتخذاً، في الغالب الأعمّ من الحالات، بل هو موقف، يصل الشخص له تدريجياً. عندما لا يؤمن أحد ما بالله، فهو سيتعرّض لنوع من الضغط الإجتماعي المفروض، والذي يقتضي منه إبداء الصلابة أحياناً، رغم أنه قد لا يستطيع أو لا يرغب بمقاومة السلطة وإبداء شيء من التصنُّع. في هذه الظروف، لا يمكن إثبات شيء لأحد. 

لا يجب على الملحد إثبات شيء لأحد.

ما هي أسبابي الشخصية لتبني الإلحاد؟ 

لا أعتقد بالله لذات السبب، الذي لا يجعلني أعتقد بأشياء أخرى، لا تعتقد الناس بها، مثل بابا نويل أو التنين النافث للنيران. فلا وجود لبابا نويل ولا للتنين النافث للنيران بعيداً عن خلق خيال البشر لهذه الشخصيات.

أريد توجيه سؤال إليك أيها المؤمن: 

بأي شيء يختلف الله عن بابا نويل؟

حتى بعد دحض البراهين الطبيعية والفلسفية لوجود الله: 

 هناك من "يشعر" بوجود الله "في قلبه" ويشعر بأنه لا يمكن إلا أن يتواجد دوماً وأبداً.

 لكن، عندما كنا صغاراً، شعرنا بوجود بابا نويل في قلبنا ليلة الميلاد فقط ... وهذا لا يعني بأنه موجود، ببساطة هي رغبة مثالية طفولية. 

لكن، يبدو العالم، أو الواقع، أكثر قساوة من هذا.

هذا ليس تجديفاً (أو شتماً للدين).

 لا تتصيد الإهانة، فليس هناك من يُهين.

 هي أسئلة عفيفة مشروعة منطقية موضوعية وواقعية. 

وأنا قد جاوبت بما يشكل وجهة نظري، بتواضع بالغ، وبعد كثير من التأمل (قراءةً ووقتاً). 

عزيزي القاريء المُهتمّ:

إعمل ذات الشيء إن تستطع، وأخبرني بالنتيجة كردّ على ما ورد!!

لا يجب أن ننسى بأننا كلنا بشر، سواسية كأسنان المشط، ومن حقّ أيّ شخص الإيمان أو الإلحاد أو سواه.

أخيراً، في كتابه وهم الإله، يضع تشارلز داوكينز تصنيفات للمؤمنين ولغير المؤمنين وللملحدين، حيث يتحدث عن مُلحد ضعيف، لا يعرف شيئاً عن وجود الله، لكن، يميل ليصير شكّاكاً أو مُتشكِّكاً.

تعريف ثاني

الإلحاد القويّ أو الإيجابي: يعني نفي وجود الإله وعدم الإيمان بهذا الوجود.

لا تُفكّر غالبيّة المؤمنين بمسألة وجود الله من عدمه. حيث يحدث الإيمان، عموماً ودون تعميم، بالوراثة والإرتكاز على بديهيات قداسيّة لا تخضع للمساءلة. 

لكن، هناك بشر يحبون نقاش وجود الله؛ وقد يتحول كثيرون منهم إلى الإلحاد أو اللادينية، فالملحد ليس إلاّ شخص يرفض الإيمان بالله، سواء وُجِدَ أو لا، نقاش وجود الله هو أمر مشروع وقديم قِدَمْ ظهور فكرة الله ذاتها.

هناك إعتراض إلحادي على الإلحاد القويّ، يقول:

يقع إثبات وجود الله على عاتق المؤمن به، حيث يُقدِّمُ هذا المؤمن إسقاطات وآراء حول هذا الوجود لا ترقى لتشكل أدلة، بالتالي، كيف للإلحاد القويّ نفي "شيء لا أدلّة وجوده"؟!

كمثال عملي، في محاولات المسلم لإثبات وجود الله / إله القرآن وبأبسط إصدار / صيغة (كونها الصيغة السائدة التي لا تحتاج لفلسفة وتفلسف)، نراه، يقول:

هل يُعْقَلْ أنّ هذا الكون بما فيه، لا خالق أو مُوجِدْ له؟

(يقول هذا مع نوع من الإنفعال أو الإستغراب الكبير!)

الواضح، بأنّ إثبات وجود الله = تساؤل بالنسبة للمُتسائل المسلم!

هذا ببساطة، هو خرق لمبدأ الفرضيّة والبرهنة (تقديم الأدلة) على صحتها!

تتضمن الفرضية القضيّة، الواجب البرهنة عليها / إثباتها، وبالتالي، تحتوي على تساؤلات تحتاج إلى الإجابة عليها.

لا تتضمّن البرهنة أسئلة فقط، بل تتضمن أجوبة على أسئلة الفرضيّة.

أحببت لفت الإنتباه  لهذه النقطة، لأنها تتكرر منذ 1400 عام (من قبل المسلمين .. وقبلهم بكثير: من الوثنيين واليهود والمسيحيين وسواهم) ودون إنتباه، لأنهم يبقون في إطار السؤال / الفرضيّة، ولم يتمكنوا من تقديم أيّة أدلة على وجود إله القرآن؛ بل يُحاولون إستنتاج هذا الوجود، الذي لا يرقى ليصير برهاناً أو دليلاً بالطبع!

ويقود هذا، بدوره، إلى عدم تقديم الأدلة على "نبوّة" محمد.

خطوة خطوة حضرات المسلمين، وأؤكد لكم أنّه من حقكم إفتراض وجود خالق وإله أو الله، من باب حريّة التفكير والتعبير (ولا تنسوا الملحدين ومخالفيكم من هذا الأمر من باب النديّة في التعامل البشريّ)!!

أثبتوا وجود الله ... وبعد ذلك، يمكنكم الحديث عن إثبات نبوّة محمد!!

كذلك، في كتابها "الإحتياج للإلحاد"، تقول بيرسي بيش شيلي:

 "الله عبارة عن فرضيّة، بالتالي، بوصفه هكذا، فهو بحاجة للدليل، أي كل مؤمن مضطر لتقديم الدليل أو كما يقول التعبير اللاتيني أونوس بروباندو. فيما لو نرغب بتفسير أفكارنا عن الألوهة، فنحن مضطرون للقبول بأن الإنسان، لم يتمكن من خلال كلمة الله (أو الإله) تعيين أيّ شيء، ببساطة، هو يُطلق تسمية على أكثر الأشياء الغامضة، على أكثرها بعداً وعلى الأسباب المجهولة للظواهر التي رآها، لقد استخدم هذه الكلمة عند عدم تمكنه من فهم الأسباب الطبيعية لما يلاحظه وما يجهله، وهنا، يُنهي أبحاثه ويواجه الصعوبات بتسمية الحلّ الله، آخر الأسباب، ما قوله، الأبعد من كل الأسباب المعروفة. في كلّ مرّة نقول فيها بأنّ الله هو المؤلّف لظاهرة ما، فهذا يعني أننا نجهل كيفية نشوء تلك الظاهرة عبر قوى او أسباب نعرفها في الطبيعه".

تتمثل غالبية "الأدلة المقدمة على عدم وجود الإله / الله / يهوه" بالردّ على طروحات مركزية دينية مرتبطة بصور تلك الآلهة والخلق والطقوس والشرّ والخيرّ والقدرات غير المحدودة ...الخ.

بناءاً على ما تقدَّم، النقد المباشر للإلحاد القوي، هو:

لا يمكن إثبات الإنكارات العامة

إنطلاقاً من هذا المبدأ، من يتوسلون إثبات إنكار عام، يقعون في تناقض داخلي لن يتمكنوا من الخروج منه. 

 الإله عبارة عن مفهوم عام، غير مُحاط بمعرفة، أو على الأقل، يستحيل وضع تعريف تصنيفي له ووضع براهين على وجوده. 

بالتالي، لا يستطيع الملحدون الأقوياء إنكار الإله الجنسي (ذكر أو أنثى) والعام، كمفهوم الإله وليس الإله ذاته. 

كثيراً ما يمكن رفض إله أي دين محدد، من خلال التشكيك بوجود باقي الآلهة. 

بالتالي، أقول بعدم وجود ملحدين أقوياء بالإله العام الغير مُعرَّفْ، لكن، لهم وجود على مستوى الآلهة المتعددة، على نحو خاص، فقط. 

كما هو حال الإله المسيحي، الذي يُعرّفه الكثير من المعتقدين به بطريقة خاصة، ولو أنهم يقدمونه، عادةً، كإله واحد، فوحدته جزء من التعريف، بالنسبة لملحد قوي، هذا سبب مقنع لإنكار وجود تلك الآلهة غير المتوافقة مع إلهه المسيحي.

أخيراً، عندما يقول المؤمن التوحيدي: بأنّه مؤمن بوجود الله أو يهوه دون تقديم أيّ دليل، لا يمكن لمُلحِد قول: أنا مُنكر لوجود الله أو يهوه .. لماذا؟

لأن موقفه هذا سيكافيء موقف المؤمن: 

فكما أن المؤمن لا يُقدِّم دليلاً على الوجود، فكيف للمُلحِد تقديم دليل على "عدم الوجود"؟!

الشكّ هو الحلّ السحري الساحر، الذي تسبّب بظهور أوّل مُلحِد في التاريخ، وهو  خير سلف لملايين الملحدين اليوم بتنوع تياراتهم.

النقد الذاتي ضروري، بل يجب أن يسبق نقد الآخر المُختلف.

ردّ إلحاديّ قويّ على الإعتراض الإلحاديّ

يرى البعض، بشكل غير صحيح، بأنه غير ممكن إثبات عدم وجود شيء، لكن، يخطؤون بهذه الرؤية. 

على سبيل المثال، بالإمكان إثبات عدم وجود رقم أولي زوجي أكبر من 2 ، أو أنه لا وجود لكرات مكعبة. 

فيما يرى أشخاص آخرون، بأنه غير ممكن إثبات عدم وجود الله (الإله).

برأيي، وكملحد متبني للإلحاد القويّ، بالإمكان إثبات عدم وجود الله.

تعريف كلمة "الله" 

لإثبات عدم وجود الله، يتوجب، بدايةً، تعريف ما تعنيه هذه الكلمة. 

لنعمم قليلاً، ودعونا نتكلم عن يهوه.

وفق الثقافة الشعبيّة، تترادف كلمة يهوه مع كائن كليّ القدرة، وربما، ميزة كليّة القدرة قائمة عند العديد من الآلهة.

شخصياً، أرى بأنّه في حال الجنس الأنثويّ للإله، أي إلاهة، فهذا، سيحمل معنى متصل بمنح الحياة، وهو شيء قد عرفه سكان الكهوف، حتّى، ومنذ أقدم الأزمنة. 

لكن، لاحقاً، عندما سيطر الذكور على المجتمع، وُلدتْ الفكرة التي قالت بأن جنس الله ذكر. ولو أنه يوجد إله ذكر وتوجد إلاهة أنثى في بعض الثقافات. 

يجب الإنتباه إلى أن إلهاً قادراً على كل شيء:

 يجب أن يبدو خنثى أو لا جنس محدد له. 

لكن، وعلى إعتبار أنّه في أغلب الثقافات، هو ذو جنس ذكري، فهنا، سنتناوله كذكر.

يعتقد بعض الأشخاص (كمثال، أينشتاين) بإله شخصي أو فردي، أي إله رمزيّ. 

أنا أرى بأن هذا النوع من الآلهة لا يمكن تسميته يهوه. 

فإله ليس به حياة، ليس لديه شيء مهم مُتوافق مع تعريف الإله، الذي تركته الثقافات الأولية كقاعده لحاضرنا الحضاري، هو ليس يهوه.

 يُستثنى هذا الشكل للإله من قاعدة أوكام (موس أو نصل أوكام)، لكن، الأهمّ، هو عدم إعارة الإنتباه للإبتهالات ولا لتقديم القرابين. 

  بناءاً على ما سبق، نستطيع القول، إذا لم يكن الإله قادراً على كل شيء، فلا يوجد شيء يمنعه من أن يُشكّل جزءاً من الكون. 

فإذا كانت هذه هي القضية، فما هي ماهيّة هذا الإله؟

   هذا الإله أرضي بإمتياز، أو هو عبارة عن مادة بسيطة تحتوي دم، مادة وراثية، أو أيّ شيء آخر ذو صلة بالحياة. 

وأي شيء يستطيع الإله عمله، سنتمكن من فعله، معرفته مُكافئة لمعرفتنا.

وسيحولنا هذا كلنا لآلهة، والنتيجة:

 صيغة عجيبة للنرجسية!!

يُبرّر كثيرون إعتقادهم بالإله، بإعتباره تفسير لكل ما هو مجهول. 

ما معنى الحياة؟ 

من خلق الكون؟ 

من أين نشأ الزمان والمكان؟

وباعتبار أننا لا نمتلك المعرفة اللازمة لوضع أجوبة لتلك الاسئلة وغيرها من الأسئلة؛ يُستخدَمْ الإله كجواب أو تفسير لها!!

 إذا إمتلك يهوه الطبيعه، فمن خلق تلك الطبيعه، إذا خلق يهوه الزمان والمكان، فكيف إستطاع العيش خارجهما؟ 

 للإجابة عن كل تلك الأسئلة، يتوجب على يهوه التمتُّع بصفة كليّ القدرة، القادر على كل شيء، وهكذا، هو فوق الكل، يتسامى على الزمان والمكان.

لكي يُعتبر يهوه قادراً على كل شيء، سيتوجب عليه تحقيق الأمور التالية:

1. يتوجب عليه معرفة كل شيء. في الماضي والحاضر والمستقبل. لكي يستطيع معرفة كل هذا، يتوجب عليه معرفة  أقل حركة لأصغر جزيء كونيّ حتى.

2. يجب أن يستحق عبادتنا. وكل كائن غير جدير بعبادتنا، ليس هو يهوه.

3. هو قادر على عمل كل شيء، حتى أكثر الأمور إستحالة ولا منطقية. ولتحقيق هذا، يجب أن يتسامى على كل القياسات والأحجام.   

4. لا يمكنه الإتصاف بالخيِّر أو الشرّير، كذلك، ليس له صفة ذاتية شخصية. إن يكن يهوه خيِّراً، فلا يمكن أن يتصف بالشرّير، وبالتالي، غير قادر على كل شيء. سيقول البعض بأن الأخيار يمكنهم عمل أشياء شريرة، لكن، يقرروا بألاَّ يعملوها.

 لكن، نعم إله خيِّر إلى هذه الدرجة، لا يستطيع عمل أشياء شريرة، أو يمكنه عمل ذلك؟

 مشكلة الشرّ

لدينا مشكلة الشرّ، التي حدّثنا ديفيد هيوم عنها. حيث يقول، إن يسمح الله بعمل الشرور، فهذا أمر غير خيِّر. إن خالف نواياه تجاه الكون، فهو غير قادر على كل شيء. 

يوجد إعتراضات شتى بهذا الصدد، لكن، لا يملك أيّ إعتراض منها مشروعية. حيث أنَّ يهوه أو الله هو المسؤول عن حضور الشرّ، لأنه خالق لكل شيء، وحده، فقط، إستطاع خلق الشرور. وإذا كنا سنفكر بأن كائناً ما شريراً قد خلق الشرّ، لماذا لا نقول بأنّه خالق كل شيء وليس الله؟!

البديهيات الوجودية ضد الآلهة 

  ضروري أن يستحق الله العبادة. لأنه إن لم يكن كذلك، بالتالي، لا يستحق تسميته الله. ولا دين من الأديان الموجودة، يستطيع إعطاءنا إله يستحق العبادة. 

لكن، سنفترض بأن كل تلك الآلهة هي آلهة مزيفة، وبأنه يوجد إله لا تعرفه أيّة  ثقافة في العالم. 

لكن، إن يتصف بالفشل أو لا يتصلّ بنا، فلا يستحقّ عبادتنا. بالتالي، البديهيات الوجودية مقبولة، كذلك، دون معرفة شاملة للكون.

يوجد إمتحان بسيط مؤسس على البديهيات الوجودية، بوسع حضرتك تحقيقه لإثبات وجود الله. قم بالصلاة وقدِّم قرابين لله، واطلب منه أن يمدك ببديهية لا يمكن نقضها لوجوده خلال سبعة أيام. إذا إستطعت، بعد مرور أسبوع، من الحصول على الإثباتات، سأهنئك من قلبي وحبّذا لو ترسل تلك الإثباتات لي. 

لكن، إن لم يرسل لك الإثباتات، فهذا، يعود للأسباب الثلاثة التالية:

1. الله، غير موجود.     

2. الله، لم يُرِدْ.   

3. الله، لا يستطيع إعطاءك تلك البديهيات (الإثباتات). 

نظراً للبديهيات الوجودية، يمكننا أخذ الخيارين المتعاقبين 2 و3، والتي تعطي مؤشرات لإله لا يستحق العبادة، بعين الإعتبار. بالتالي، يساويان الخيار 1. هكذا، إن لا تستقبل أجوبة، فالله غير موجود.

معنى كلمة وجود

مالذي نريد قوله مع الوجود؟ 

التعريف الصحيح للوجود هو إرتباط شيء واحد موجود بطريقة ما مع شيء آخر. هذا يريد القول، بأنّ الأشياء موجودة بناءاً على علاقتها بأشياء أخرى. الإله الذي نستطيع تفسيره كجزء من كوننا، يمكن تعريفه بوصفه لا نهائي، أي لا يوجد ولا شيء خارج الله، لأن كلمة لانهائي تعطي فهماً يتضمّن كل شيء.

 لكن، هذا يعني بأن الله لا يمكنه التواجد، لسبب مبيّن سابقاً، أو  الله هو الكون، وهنا، الله ليس الله!

سنفترض بأن كل شيء هو مخلوق، وبأن الخالق هو الله القادر على كل شيء. يتسامى الله فوق الزمان والمكان والأخلاق والوجود وهو علة ذاته.

يؤكّد الكثير من المعتقدين بالإله إمتلاك الله لطبيعة. 

لكن، مَنْ خلق تلك الطبيعة؟

 إن نوافق على إمتلاك الله لطبيعة والتواجد بلا سبب:

 لماذا لا يمكننا تطبيق هذا على القوانين الفيزيائية، أي حاضرة بلا سبب ولا مُسبِّب؟

في الواقع، الله ليس تفسيراً، بل تهرباً من السؤال.

 اذا أردنا الحصول على معرفة شاملة عن العالم والكون، لا يمكننا الركون لله كجواب. 

لأنّ إستخدام الإله كجواب:

 سيترك أسئلة كثيرة مُعلَّقة في الهواء. 

تجب إزاحة فكرة الله بإستعمال نصل أوكام سالف الذكر، إذا أردنا الحصول على معرفة شاملة عن العالم والكون.

الإستحالة

الكثير من الأشياء مستحيل التحقق. 

مثلاً، لا أحد يستطيع جمع 2+2 والحصول على نتيجة هي 666 . 

هناك أمثلة كثيرة مثله، لكن، إن يكن الله قادراً على كل شيء، هو يستطيع جمعهما والحصول على تلك النتيجة، لكن، أصرّ على إستحالة تحقُّق تلك الاشياء.

سيقول الكثير من الأشخاص بأن الله وحده يحقق أشياءاً غير ممكنة التحقيق منطقياً.

 لكن، أنا أقول أنّ المعجزات هي عبارة عن أشياء مستحيلة التحقق. 

ما هو المنطقي؟

 المشي فوق المياه؟ إحياء الموتى؟ التسامي فوق الزمان، المكان وكل الأبعاد، ويبقى موجود؟ 

أنا أرى بأنّ كل ما يخرق القوانين الفيزيائية والطبيعه هو أمر مستحيل. 

هكذا، تغدو القدرة على كل شيء مستحيلة.

 بالإضافة لأن القدرة على كل شيء تشكّل ميزة، ولا توجد طريقة للتفريق بين القدرة الكلية وعدم القدرة الكلية. 

فالقدرة الكلية، ربما هي تعبير صالح، تتسم بالإطلاق، لكننا، لا نمتلك معياراً نرتكز عليه، لهذا، هو مصطلح غير صالح.

  القدرة الكلية مستحيلة بسبب التناقضات الظاهرية

تتحقق طريقة تكذيب القدرة الكلية لله عبر التناقضات الظاهرية. 

هل يستطيع الله خلق صخرة لا يستطيع حملها؟ 

هل بإستطاعته بناء سور لا يستطيع هدمه؟

الآن، إن يعلم الله كل شيء، يجب أن يعلم ما سيحصل مستقبلاً. ويعلم منذ بداية وجوده، هكذا، تتحضر أفعاله مسبقاً، هو فعل هادف دون إرادة حرَّة. إن يكن الله غير ممتلك لإرادة حرَّة، بالتالي، ليس كلي القدرة. 

لنراه بصيغة أخرى، لإمتلاك إرادة حرَّة، يجب إتخاذ قرارات وعمل خطط، يمتلك قدرة على الفعل الموافق للزمن الحاضر. إن يكن الله فوق الزمان، فلا يستطيع فعله ولا يمتلك إرادة حرَّة. إن يكن الله فوق الأبعاد، فليس لله بعداً، هو لاشيء، هو حالة غياب، وبالتالي، هو شيء باطل.

الإرتياب في نظرية الخلق

إذا إحتاج شيء موجود لخالق، إذاً، يتوجب وجود خالق لله أيضاً.

إن لم يكن هناك خالق لله، فما سبق ذكره محض أكاذيب. 

وبالتالي، يمكننا القول بأن الكون لا يحتاج لخالق لكي يتواجد.

لا أحد، واقعياً، يؤمن بالله

قال شوبنهور مرّة:

"يمكن للإنسان فعل ما يشاء، ولكن، لا يمكنه الرغبة بكل ما يشاء".

الاشخاص الذين يقولون بالإعتقاد بالله، واقعياً، لا يفعلون ذلك.

 إنهم يرغبون بذلك. 

يفكرون بأن حيواتهم ليست ذات معنى دون إله يحميهم، هكذا، يقررون إغماض أعينهم أمام بديهية عدم وجود الإله (الله). 

الخلاصة

عالجت تعريف الإله الواحد، الذي من الممكن تبريره فلسفياً.

وبناءاً عليه، حاولت إثبات عدم وجود ذاك الإله. 

بعد قراءة ما ورد أعلاه، ستقولون حضراتكم، بأن الله يُعرَفْ بالعقل البشري، هكذا، لا يمكن تفسيره من قبل أناس بسطاء. 

لكن، تذكروا، بأن الأشخاص الذين يؤكدون شيئاً، يتوجب عليهم إثبات هذا التأكيد وتقديم الأدلة عليه.

أنا أؤكد عدم وجود الله، وفيما ورد، أعلاه، قدَّمت إثباتاتي، إن تؤكد حضرتك وجود الله فأين هي إثباتاتك؟!

يتبع

تنويه: مصادر الموسوعة كاملة في الجزء الأوّل

للإطلاع على باقي الأجزاء

الموسوعة الإلحادية (1)

الموسوعة الإلحادية (2)

الموسوعة الإلحادية (3)

No comments:

Post a Comment