Saturday, September 6, 2025

The Atheist Encyclopedia الموسوعة الإلحادية (9)

2. الإلحاد وتاريخ من الكفاح الطويل 

"العيش بلا إله" لكاترين غوليو، النص الجديد الذي يقصُّ حكاية الدرب الشاق، الذي سلكه الإنسان الغربي، لكي يحصل على الحقّ بعدم الإيمان بالله.

هل يمكن أن نعيش بلا إله؟

 لما لا. 

لكن، هل هو أمر سهل؟ 

نعم، كإجابة أوليّة، وفي سياق ديموقراطي منفتح وعلماني. 

كما هو الحال في فرنسا، على سبيل المثال. بحسب القوانين المرعية، لا شيء يمنع  الإيمان بالله، كما أنه لا شيء يُجبرنا على الإيمان به. بالتالي، لا توجد مشكلة. 

إلا إذا عادت الأديان بعد مرور ثلاثين عام، لتحدّ من هذه الحرية وتقضّ مضجع تلك الطمأنينة.

يُزعجُ تزايد ظهور المحجبات كل من يرغب بإقصاء المظاهر الدينية عن الفضاء العام، كما أزعجتهم مواكب الإحتفالات الكاتوليكية في الماضي. 

لا يحتمل المتدينون، بصورة متزايدة، وجود دولة حريات مسؤولة عن السماح بالظهور العلني للإلحاد وترخيص الزواج المثلي الجنسي والإجهاض، كذلك، يخشون عملية الحمل البديل (تأجير الرحم). 

 على اعتبار أن الأصوليين الدينيين، كما المُلحدين، هم أقليّة، يبقى الكفاح مستمراً. 

فيما لو يتجاهل اللامبالون هذا الواقع، فيتوجب عليهم التيقُّظ والانتباه. 

فالتنعُّم بحرية الإعتقاد الديني، الآن، يقدم للدين فائدة قد تسمح له بإعادة مجده القديم.

فمن الأسهل، في الغرب، الإيمان مقارنة بعدم الإيمان.

 يؤكد هذا النص الجديد على هذا الوضع مُستشهداً بمقتطفات من نصوص إلحادية هامة قد ساهمت بظهوره العلني، لكن، رغم هذا، يلفت الإنتباه إلى أن ظهور كتابات تُشهرُ الرفض العلني لوجود الله، ولم تجد طريقها إلى النشر إلا بحدود القرن السابع عشر.

 لكن، وجب علينا الإنتظار إلى القرن الثامن عشر كي نقرأ حول إلحاد حقيقي من خلال كتابات رئيس الدير جان ميلييه، أو بوقت متأخر، كتابات جوليان جان أوفري دو لا ميتري.

 لكن، لا يتجاهل هذا توجيه سهام النقد، قديماً، لكل ما ارتبط بأصل العالم والآلهة وبشرعية الإعتقادات أو نفاق الأديان المهيمنة. بالتالي، وخلافاً للاعتقاد السائد، تواجد أشخاص غير متدينين في القرون الوسطى. لكن، هي أصوات معزولة أو مُنعزلة.

ظهور علني بطيء الخطوات

وجب الإنتظار حتى القرن التاسع عشر، وجرّاء تأثير الثورة الفرنسية ونمو البحث العلمي والفكر الإشتراكي، بدأ الإلحاد بالظهور المنظم العلني. لكن، ما تزال الكنيسة قوية واحتاج غير المؤمنين كثيراً لمفكرين معلمين، يشرعنون حالة عدم الإيمان.

 نظراً لندرة أولئك، سنذكرهم جميعاً. 

هكذا، نجد مناصري المدرسة الذرية والمدرسة الأبيقورية، فلا ديموقريطوس أو ديمقراط ولا إبيقور، قد نفيا وجود الآلهة. 

فلقد استمتعوا بفهم علاقة الإنسان بالطبيعة، الخلق، الحكمة والتطوير الذاتي بشكل مختلف. لقد شكلوا نقاط علام في عالم اللاإيمان، ولهذا، يحضرون في نص "العيش بلا آلهة". 

على غرار ملحدين مزيفين آخرين، الفيلسوف الإيطالي بييترو بومبوناتزي، الذي ناقش، علناً، مسألة خلود الروح، لم يتمكن من رفضها صراحة. 

كحال ميشيل دي مونتين، الشكّاك بتماسك العقائد الدينية والمُصطدم بنفاق وعنف الأديان.

أتاح أولئك "الملحدين المزيفين"، من خلال ما كتبوه، المجال لحدوث تقدم بمواجهة الدين ورفض الإجابات الساذجة.

 بالتالي، بيير بايل بروتستنتي مؤمن بعمق، لكن، هو أول من أثبت بأنّ إعتبار شخص ما ملحداً، لا يعني اعتبار هذا الشخص مجرماً. 

لقد عبَّر المتهتكون المحكوم عليهم بالحرق، في زمنه، عن جزيل شكرهم له.

الإستغناء عن الله

وماذا بعد؟ 

يُقال بأنه مع عصر الأنوار، ثم مع الثورة الفرنسية، بدأ كل شيء بالتحسُّن. 

هل هذا صحيح؟ 

نعم وكلا! 

رغم الإنتقادات والتقييدات، تتابع الكنيسة حضورها المهيمن على كثيرين، لا يقتصر هذا التأثير على المؤمنين بأديان مختلفة فقط، بل يؤثر حتى في غير المتدينين.

 رغم التغيُّر الحاصل خلال القرن التاسع عشر، رغم حدوث ثورة علمية، فالعلاقة مع المتدينين غامضة حتى الآن، وهو ما يثبته الإرتحال المفاجيء لإيمانويل كانط، الذي قاده لخلق دين إلحادي، فهل هذا "تناقض ظاهري أو الارداف الخلفي؛ أو التّناقض اللّفظيّ

 نعم، وبالتالي، هو آمن بهذا!

لا يتحرر الإنسان من الإعتقاد بسهولة، ربما لأنه يشكل قوام النوع البشري.

 يتمتع بعض الملحدين بميزة لا تسامحية غريبة عجيبة مشابهة، وهو الأمر الذي يجب التصدي له لدى بعض المتدينين.

 لهذا، النص ضروريّ ليُستطاع "العيش بلا آلهة". 

ألا يستحق هذا منك بعض التفكير؟ 

ألا يشكل حلاً أنيقاً لمشكلة عدم التسامح والعنف المصاحبة للأديان في الغالب؟ 

لقد حاول الصينيون والهنود، لكن، أسسوا إعتقادات أخرى بديلة بالنهاية. 

العيش دون إيمان، ربما هو الأصعب، بالتالي، يستحق من تمكن من الوصول إليه:

 شيئاً من الإحترام.

يتبع

تنويه: مصادر الموسوعة كاملة في الجزء الأوّل

للإطلاع على باقي الأجزاء

الموسوعة الإلحادية (1) إعداد: أحمد فاسم الحاج إبراهيم - مُقدِّمة

الموسوعة الإلحادية (2) متابعة المُقدِّمة

الموسوعة الإلحادية (3) تعريف الإلحاد

الموسوعة الإلحادية (4) متابعة تعريف الإلحاد

الموسوعة الإلحادية (5) متابعة تعريف الإلحاد

الموسوعة الإلحادية (6) ما يقوم الإلحاد به + شبح الإلحاد

الموسوعة الإلحادية (7) ذهنية المُلحِد + الوصايا الإلحادية العشر

الموسوعة الإلحادية (8) لماذا يتحدث المُلحِد كثيراً حول الأديان والآلهة

No comments:

Post a Comment