تعود أصول "علم النفس،
سيكولوجي" الأقدم إلى كتابات الفلاسفة اليونانيين، سيما طروحات أرسطو.
فقد كتبوا عن طبيعة الحياة.
استخدم أرسطو كلمة "بسيك أو سيك" للإشارة
إلى جوهر الحياة.
ترجمة هذه الكلمة من اليونانية
بمعنى "عقل"، ولكن، هي ترتبط إرتباطاً وثيقاً بمعنى "نَفَسْ".
ترد كلمة
"سيكولوجي، علم النفس" من دمج كلمتين، هما:
"بسيك أو
سيك" + "لوجي، لوغوس باليونانية".
أي دَرْسْ العقل أو
النَفَسْ، بحسب ما ورد أعلاه من شرح.
إعتقد أرسطو بأنّه
بالإضافة للتفكير بالأشياء، يتوجب على المرء مُراقبة (مُلاحظة، التدقيق، ...الخ)
الشيء الذي يدرسه، رؤيته وسماعه ولمسه.
حديثاً، أُضيفَ إلى رأي
سقراط:
سؤال الشخص عمّا يفعله
وسبب قيامه بذاك الفعل.
التعريف الأحدث لعلم
النفس، هو:
"علم السلوك
والعمليات العقلية".
لماذا يُعتبر علم النفس
"علماً"؟
هو علم لأنّ الأخصائيين
النفسيين يسعون إلى فهم البشر من خلال المُلاحظة والإختبار الدقيقين والمضبوطين.
يهتمُّ الأخصائيُّون
النفسيُّون بجميع المسلكيات البشريّة، أي جميع الأفعال الظاهرة (العلنيّة،
الواضحة) للشخص.
تُشيرُ دراسة العمليّات
العقليّة (الذهنيّة) إلى الأفكار والمشاعر (الإنفعالات الحسيّة) والمُحفِّزات (رغم
عدم القدرة على قياسها جميعاً).
ما هي أهداف علم النفس؟
يهدف علم النفس إلى:
1. وصف (مشكلة، ظاهرة،
إحتياج ما).
2. التنبُّؤ (بالمسلكيّة
المُستقبليّة).
3. فهم المسلكيّة (خلق
فرضيّات تفسيريّة لأسبابها).
4. التأثير على المسلكيّة (تطوير مناهج علاجيّة لتحقيق التغيير المنشود).
متى ظهر مُصطلح "علم النفس، سيكولوجي أو سيكولوخيّا" للمرّة الأولى؟
بحسب ويكبيديا عربيّة،
معلوماتها مُترجمة طبعاً، نجد واضعين للمُصطلح، هما:
الأوّل، ماركو ماروليتش
سبليتشانين، (18 آب 1450- 5 كانون ثاني 1524)، شاعراً ومحامياً وقاضياً كرواتياً، وناشطاً
في النهضة الإنسانية، وهو الذي صاغ مصطلح "علم النفس".
الثاني، رودولف غوكيل،
(1 آذار عام 1547 - 8 حزيران عام 1628)، فيلسوف مدرسي ألماني. غالباً ما يُنسب إلى
غوكيل صياغة مصطلح علم النفس العام 1590، رغم الإستخدام الأسبق للمصطلح من قِبَل ماركو
ماروليتش قبل 66 عامًا على الأقل.
نقرأ بمصدر آخر، هو
الجمعية الأميركية لعلم النفس، المعلومة التالية:
المصدر الأقدم المطبوع
الذي يذكر مُصطلح "سيكولوجيا" الجديد، الذي وُضِعَ العام 1575 كما قيل
مراراً وتكراراً، فهو يعود للعام 1525، يعود أحدهما إلى بيير نيكولا كاستيلاني،
فيما يعود الآخر إلى غيرهارد سينيليوس.
من مصدر آخر، نجد
معلومة أخرى:
تعود الخلفية التاريخية
لمصطلح علم النفس إلى الحضارات القديمة، حيث أجريت أبحاث باكرة حول العقل البشري والسلوك
البشري.
رغم هذا، يمكن القول بأنّ ظهور علم النفس، كفرع علمي
رسمي، قد حدث أواخر القرن التاسع عشر.
فقد صاغ مصطلح علم النفس،
لأول مرّة، الفيلسوف والطبيب الألماني فيلهلم فونت. العام 1879، أنشأ فونت أول مختبر
لعلم النفس في جامعة لايبزيغ في ألمانيا. شكَّلَ هذا الحدث علامةً فارقةً في تاريخ
علم النفس، حيث ساهم بإقرار علم النفس:
كحقل دراسي علمي متميز.
قبل فونت، تساءل فلاسفة،
مثل أفلاطون وأرسطو وسواهما، حول طبيعة الفكر والوعي. وقد أرست هذه الاستفسارات الفلسفية
الباكرة الأساس لتطور علم النفس كفرع علمي بوقت لاحق.
كذلك، ساهم سيغموند فرويد،
عالم الأعصاب النمساوي ومؤسس التحليل النفسي، في تطور علم النفس. فقد أحدثت نظريات
فرويد الرائدة حول العقل الباطن وأهمية تجارب الطفولة المبكرة ثورة في مجال علم النفس
وأثرت كثيراً على النظريات والعلاجات اللاحقة.
أوائل القرن العشرين، ساهمت
الحركة السلوكية، بقيادة شخصيات مثل جون ب. واتسون وب. ف. سكينر، بتحويل تركيز علم
النفس من دراسة العقل إلى دراسة السلوك القابل للملاحظة. أدى هذا التحول إلى التركيز
بشكل جديد على الأساليب التجريبية ودراسة التكييف والتعلُّم.
منتصف القرن العشرين، تظهر
ثورة معرفيّة على أيدي علماء نفس، مثل جان بياجيه ونعوم تشومسكي، متحدية المنظور
السلوكيّ وأعادت الانتباه أو الإهتمام إلى العمليات العقلية، بما في ذلك الإدراك والذاكرة
واللغة.
على مدار تاريخه، شكلت الأحداث
والدراسات المهمة علم النفس وساهمت في تطوره. ومن الأمثلة البارزة على ذلك:
إختبارات الطاعة، التي أجراها ستانلي ملغرام، والتي
أثارت مخاوف أخلاقية بشأن التلاعب بالمشاركين؛ تجربة سجن ستانفورد، التي أجراها فيليب
زيمباردو، والتي سلطت الضوء على قوة العوامل الظرفية في التأثير على السلوك.
كذلك، بمصدر آخر، نقرأ
هذه المعلومات:
يبدو أنّ فيليب
ميلانشتون أوّل مُستخدِم لمُصطلح "علم النفس"، بعد أن أدخله دبليو. إف.
فولكمان، كعنوان لمحاضرة قد ألقاها. إتسع نطاق إنتشار المُصطلح إثر مرور عدد قليل
من السنوات، على يدي رودلف أوكن بعد نشره لكتاب "قصة المُصطلحات
الفلسفية" العام 1879.
ملحوظة: قريباً، سأبدأ بنشر سلسلة خاصة بعلم النفس المعرفيّ.
المصادر
Where does Psychology come from? by Dr.
Lorin Bradbury
https://deltadiscovery.com/where-does-psychology-come-from/
https://psycnet.apa.org/doiLanding?doi=10.1037%2Fhop0000187
Context of Discovery: Psychology Definition, History & Examples
https://www.zimbardo.com/context-of-discovery-psychology-definition-history-examples/
THE ORIGIN
AND EVOLUTION OF THE TERM "PSYCHOLOGY"
François H.
Lapointe
Rivista
Critica di Storia della Filosofia
Vol. 28, No.
2 (APRILE-GIUGNO 1973), pp. 138-160 (23 pages)
Published
By: FrancoAngeli srl
https://www.jstor.org/stable/44020650
The word psychology derives from the Greek word psyche, for spirit or soul. The latter part of the word psychology
derives from -λογία -logia, which means "study" or
"research".
Source: "Etymology of "psychology" by etymonline". etymonline. Retrieved 11 April 2025.
مُلاحظة لغوية
أتوقَّفُ عند المُصطلح العربيّ "علم النفس"، فمعنى كلمة
"نفس"، كما هو معروف، هو "الروح" غالباً، كمثال:
النَّفْس : الرُّوحُ ، قال ابن سيده : وبينهما فرق ليس من غرض هذا الكتاب ، قال أَبو إِسحق : النَّفْس في كلام العرب يجري على ضربين : أَحدهما قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَي رُوحُه ، وفي نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَي في رُوعِه ، والضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه مَعْنى جُمْلَةِ الشيء وحقيقته ، تقول : قتَل فلانٌ نَفْسَه وأَهلك نفسه أَي أَوْقَعَ الإِهْلاك بذاته كلِّها وحقيقتِه ، والجمع من كل ذلك أَنْفُس ونُفُوس ؛ قال أَبو خراش في معنى النَّفْس الروح : نَجَا سالِمٌ والنَّفْس.
المصدر: لسان العرب
نَفْسُ: الرُّوحُ، وخَرَجَتْ
نَفْسُهُ ..
المصدر: القاموس المحيط
بناءاً عليه، لا يوجد
علم يمكنه دراسة "النفس" وفق منهج علمي واضح، فأوّل خطوة في هذه
الدراسة، هي:
المُلاحظة
"للنفس"، وهو أمر غير قابل للتحقيق في الواقع.
من يقول بأنّ معنى
النفس "الجسد" أو غيره، إذاً، يمكن تغيير إسم المُصطلح إلى "علم
الجسد"!
تعتمد أغلبية
المُصطلحات الاوروبيّة، بما فيها المُصطلح الإنكليزيّ، في تأثيل مُصطلحاتها على
المُصطلح اليوناني:
"بسيك أو سيك"
+ "لوجي، لوغوس".
معنى بسيك أو سيك: الروح أو النفس! هناك من يعتبر معنى "البسيك":
العقل.
معنى لوغوس: دراسة أو بحث.
أي: دراسة الروح أو النفس!
هذا غير ممكن علمياً.
بالطبع، هناك من إنتبه لهذا الأمر، ومن زمن طويل، لهذا، هناك إقتراحات
كثيرة لتسمية هذا العلم، منها:
علم دراسة السلوك والشخصية والعقل ...الخ.
أتفق مع هذه التسميات أو المُصطلحات ولا أتقبَّل تسمية أو مُصطلح "علم النفس"، رغم
إستخدامي له.
موضوع "العلاج النفسيّ" حسّاس للغاية، ففي مناطق من هذا العالم،
عندما تحدث كارثة طبيعية أو غير طبيعية، يحضر الاخصائيُّون النفسيُّون لرؤية
المتضررين وتقديم العون لهم كدعم معنويّ مهمّ ويُنظَرُ للعلاج النفسي بصورة طبيعية
للغاية، حتى في حالة العلاج النفسيّ الفرديّ غير الناتج عن كوارث؛ في مناطق اخرى
من هذا العالم، تُوصَفُ "مشافي الأمراض العقلية" بمشافي
"المجانين"! بحيث يُعتبر الذهاب إلى هذا المكان وكأنّه نقيصة أو تُهمة
أو عيب! من أسوأ ما شهدته بحياتي هو الإستهزاء والضحك على مَنْ يرونه
"مجنوناً"، وهو شخص يعاني من مشاكل نفسية بحاجة لعلاج وتقديم عون لا
إستهزاء وسخرية!
لديّ قناعة راسخة، تقول:
لا يوجد شخص سليم 100% نفسياً في هذا العالم (وأنا أوّل شخص، لهذا، أقرأ
هكذا مواضيع).
يجب العمل على تطبيع هذا العلاج في كل أنحاء العالم.
The subject of ‘psychological treatment’ is extremely sensitive. In some parts of the world, when a natural or unnatural disaster occurs, psychologists are called in to see those affected and provide them with important moral support. Psychological treatment is viewed as completely normal, even in cases of individual psychological treatment not resulting from disasters. In other parts of the world, ‘mental hospitals’ are described as ‘madhouses’! Going to such a place is considered a flaw, a crime or a defect! One of the worst things I have witnessed in my life is the mockery and laughter directed at those who are considered ‘crazy’, people who suffer from psychological problems and need treatment and help, not ridicule and mockery!
I have a firm conviction that no one in this world is 100% mentally healthy (and I am the first person to admit this, which is why I read such topics).
We must work to normalise this treatment throughout the world.
El tema del «tratamiento psicológico» es extremadamente delicado. En algunas partes del mundo, cuando ocurre un desastre natural o no natural, se llama a psicólogos para que visiten a los afectados y les brinden un importante apoyo moral. El tratamiento psicológico se considera completamente normal, incluso en casos de tratamiento psicológico individual que no es consecuencia de desastres. En otras partes del mundo, los «hospitales psiquiátricos» se describen como « ¡locos! Acudir a un lugar así se considera un defecto, un delito. Una de las peores cosas que he presenciado en mi vida es la burla y las risas dirigidas a quienes se consideran «locos», personas que sufren problemas psicológicos y necesitan tratamiento y ayuda, ¡no ridiculización y burlas!
Tengo la firme convicción de que nadie en este mundo es 100 % sano mentalmente (y soy el primero en admitirlo, por eso leo sobre estos temas).
Debemos trabajar para normalizar este tratamiento en todo el mundo.
Le sujet du « traitement psychologique » est extrêmement sensible. Dans certaines régions du monde, lorsqu'une catastrophe naturelle ou non naturelle se produit, des psychologues sont appelés à la rescousse pour rencontrer les personnes touchées et leur apporter un soutien moral important. Le traitement psychologique est considéré comme tout à fait normal, même dans les cas où il ne résulte pas d'une catastrophe. Dans d'autres régions du monde, les « hôpitaux psychiatriques » sont qualifiés de « maisons de fous » ! Se rendre dans un tel endroit est considéré comme un défaut, un crime ou une anomalie ! L'une des pires choses dont j'ai été témoin dans ma vie est la moquerie et les rires dirigés vers ceux qui sont considérés comme « fous », des personnes qui souffrent de problèmes psychologiques et qui ont besoin de traitement et d'aide, et non de ridicule et de moqueries !
Je suis fermement convaincu que personne dans ce monde n'est en parfaite santé mentale (et je suis le premier à l'admettre, c'est pourquoi je lis des articles sur ce sujet).
Nous devons œuvrer pour normaliser ce traitement dans le monde entier.
Das Thema „psychologische Behandlung“ ist äußerst sensibel. In einigen Teilen der Welt werden bei Naturkatastrophen oder anderen Katastrophen Psychologen hinzugezogen, um die Betroffenen zu betreuen und ihnen wichtige moralische Unterstützung zu geben. Psychologische Behandlung wird als völlig normal angesehen, selbst wenn es sich um individuelle psychologische Behandlungen handelt, die nicht aufgrund von Katastrophen erforderlich sind. In anderen Teilen der Welt werden „psychiatrische Kliniken“ als „Irrenanstalten“ bezeichnet! Der Besuch einer solchen Einrichtung gilt als Makel, Verbrechen oder Defekt! Eines der schlimmsten Dinge, die ich in meinem Leben erlebt habe, ist das Spott und Gelächter gegenüber Menschen, die als „verrückt“ gelten, Menschen, die unter psychischen Problemen leiden und Behandlung und Hilfe brauchen, statt Spott und Hohn!
Ich bin fest davon überzeugt, dass niemand auf dieser Welt zu 100 % psychisch gesund ist (und ich bin der Erste, der dies zugibt, weshalb ich mich mit solchen Themen beschäftige).
Wir müssen daran arbeiten, diese Behandlung weltweit zu normalisieren.
مواضيع ذات صلة
No comments:
Post a Comment