إلاهة الحبّ والجمال اليونانية،
هي تجسيد للأنوثة والرِقّة؛ اشتق القدماء اسمها من الكلمة اليونانية "أفروس"، والتي تعني "رغوة"، كترميز لقصة ولادتها، ولكن، ربما جرى إشتقاق هذه الكلمة
من الكلمة الفينيقية عشتروت (الآشورية عشتار).
بحسب روبرت بيكس:
"نظراً لأن الإلاهة تبدو من أصل شرقي، فمن المحتمل
أنّ الإسم قد اشتقَّ من الشرق أيضاً. ربما دخلت هذه الكلمة إلى اللغة اليونانية عبر
لغة أخرى".
ويخلص إلى أنه:
"من الممكن أن الاسم قد جاء من إحدى اللغات، التي من الناحية التاريخية نتوقع أن تكون ذات صلة بالفينيقية القبرصية"1.
أفروديت هي إلاهة يونانية قديمة مرتبطة بالحب والشهوة والجمال والمتعة والعاطفة والإنجاب، وكما هو الحال مع نظيرتها الرومانية فينوس، ترتبط بالرغبة والجنس والخصوبة والإزدهار والنصر. تشمل الرموز الرئيسية لأفروديت الصدف، والآس، والورود، والحمام، والعصافير، والبجع. استمدت عبادة أفروديت، إلى حدٍّ كبير، من عبادة الإلاهة الفينيقية عشتروت، وهي إلاهة مشرقية مُكافئة للإلاهة عشتار، التي استندت عبادتها إلى عبادة إنانا السومرية2.
أصل أفروديت
يعود أوّل تسجيل لهذا الإسم اليوناني Αφροδίτη، كما هو عليه الآن، للفترة الممتدة بين العامين 1650 و1660 ميلاديّ.
لقد أخطأ اليونانيُّون بتحليل أصلها اللغويّ، على
سبيل المثال، خلال القرن الثامن قبل الميلاد، تحدث الشاعر هسيود عن
"أفروس" أي "التي نشأت من زبد البحر"، لكن، هو إعتقد على نحو
سليم بأنّ الكلمة قد أتت من منطقة شرق المتوسِّط، وقد ربطها بجزيرة قبرص على نحو
خاصّ، وربما أتت من عشتروت الفينيقيّة، من الجذر الشماليّ الغربيّ المشرقيّ
المُشترك:
ت ت ر
باللغة الفينيقيّة:
والمستخدم بتكوين أسماء شخصية لنجمتي الصباح والمساء:
عشتروت، عشترت، عشتر وعشتار3.
لماذا تسمى أفروديت إلاهة الحب ومن أطلق عليها هذا الإسم؟
لا أحد يعرف على وجه اليقين أصل كلمة أفروديت، وهناك العديد من النظريات أو الفرضيات المتداولة حول هذا الموضوع، لكن، إعتقدَ الإغريق القدماء أنها مشتقة من كلمة "أفروس"، والتي تعني الرغوة أو الزَبَد الطافي على سطح مياه البحر.
تقول الأسطورة
أنها نشأت من رغوة مياه البحر على ساحل قبرص.
أفروديت مستعارة من الفينيقيين، وعلى وجه التحديد، هي الاسم اليوناني الذي أُطلق
على الإلاهة عشتروت، إلاهة الخصب. ويبدو يسيراً فهم كيف إرتبطت إلاهة الخصب بنوع الحب
الشهواني، والمعابد التي مورست الدعارة المقدسة فيها، بين الفينيقيين والبابليين واليونانيين
على حدٍّ سواء4.
يرى بعض الباحثين بأنّ عبادة أفروديت قد أتت إلى اليونان من شرق المتوسِّط؛
حيث تذكرنا غالبية صفاتها بالإلاهة المشرقية عشتار أو عشتروت. حتى هوميروس قد أطلق
عليها صفة "الإلاهة القبرصيّة" أو "تلك القادمة من قبرص"، حيث
انتشرت عبادتها، وقد إكتسبت الصيغة الهيلينستية بزمنه5.
يدعي هيرودوت أن معبد بافوس
ليس هو الموقع الأصلي لعبادة الإلاهة أفروديت. ويقول بأنّ عبادة أفروديت قد بدأت
في عسقلان، جنوب بلاد الشام، وقد نقل الفينيقيُّون هذه العبادة إلى قبرص.
من ناحية أخرى، يأخذنا باوسانياس
خطوة إلى الوراء. فهو يدعي أن هذه العبادة قد نشأت بين الآشوريين، الذين نقلوها إلى
الفينيقيين، والذين نقلوها، بدورهم، إلى قبرص.
فكلما تقدمنا في الإطلاع على المصادر التاريخية،
كلما بدا أن أصل أفروديت يمتد إلى ما هو أبعد6.
المصادر
1. Origin and history of Aphrodite
2. Aphrodite
3. Origin of Aphrodite
https://www.dictionary.com/browse/aphrodite
4. Oreste Papadopol
5. https://www.britannica.com/topic/Aphrodite-Greek-mythology
6. The Origins of Aphrodite
https://classicalwisdom.substack.com/p/the-origins-of-aphrodite
مواضيع ذات صلة
أصل إسم إسبانيا جزء ثاني وأخير



No comments:
Post a Comment