2025/10/30

The Atheist Encyclopedia الموسوعة الإلحادية (23)

 

6. هل الإلحاد عبارة عن دين آخر أو دين جديد؟

الجواب المباشر، هو: كلا.

 يريد الإلحاد القول، بدقة:

 أنه عدم إيمان بالآلهة، بالنسبة لملحدين كثيرين، على الأقلّ.

لكن، أنت تريد بأن نعتقد بشيء ما، أليس كذلك؟

تريد أن نعتقد بأن الله غير موجود، أي أنت تعتقد بشيء ونحن نعتقد بعدم وجوده.

كلا.

الإلحاد ليس ديناً آخراً على الإطلاق.

الإلحاد هو عكس الأديان، لأنه لا يبحث عن فرض عقائد، بل ما يهمه، هو:

 تحقيق المعرفة.

فلا يشكل الإلحاد ديناً يُضاف إلى مئات الأديان الموجودة لأسباب كثيرة، وذلك لأنّ المُلحد شخص شكّاكٌ على وجه الخصوص.

ما معنى أن يصبح الشخص شكّاكاً أو متشككاً؟

يعني أنه لا يقبل أيّة فكرة على أنها صحيحة أو واقعيّة دون أدلة أو دون براهين مُقنِعة.

وما تطلبه الأديان من المؤمنين بها، بدقة، هو:

 الإيمان بآلهتها، الوثوق الأعمى بوجودها، والذي يتأسس على الإيمان لا على الأدلة.

ما يراه المُلحد هو أنه حال وجود الآلهة، فلا حاجة لطلب أدلة على وجودها، تكفي رؤيتها والإستماع لها وهي تنقل تعاليمها بشكل شخصيّ.

أرى بأنّه على المُلحد أن يحاول ألا يقع في الدوغمائية، التي عادةً ما تسم العقائد الدينية.

لا توجد أيّة حاجة للتحوُّل إلى واعظين إلحاديين، كما أنني أجزم بأن:

 غالبية المُلحدين لا يشغلها تحويل الآخرين للإلحاد.

 فمن جانب، لا يمكن إقناع شخص من خلال مسائل منطقية وهو غارق في التصوُّف، فكما قال كارل ساغان:

"لا تتأسس عقائدهم على أدلة، بل على إحتياجاتهم الشخصية للإيمان".

ومن جانب آخر، فيما لو تساعدهم عقائدهم الدينية على تحمُّل متاعب الحياة وجعلها أفضل لدى آخرين، كما هو الحال فعلاً، فيا مرحباً.

 بالنهاية، أحد متطلبات السعاده الرئيسية، هو:

 أن يعيش الشخص سعيداً مهما كان وبأيّ شيء آمَنْ.

 أنا على قناعة بوجود أشخاص سعداء ويكسبون سلام داخلي أبديّ من خلال مطالعة كتبهم المقدسة يومياً.

حسناً، كما سأبين بالتفصيل فيما سيلي، كذلك، أرى بأن الإحترام والتسامح تجاه الأديان:

 لا يعني إنعدام القدرة على التأمل والكلام بخصوص وجود الآلهة أو عدم وجودها، سيما حين يفكر الشخص، بأن هذا سيساعد أبناءه، أو الآخرين، على عيش حياة أفضل.

سنتحدث حول توافق إجتماعي سائد، يعتبر أن نقد العقائد الدينية:

  يعكس نقص إحترام بحق المؤمنين بها.

 استمعتُ إلى أشخاص، في مناسبات كثيرة، يحولون المجاملات الإجبارية إلى إحترام مُبالَغْ فيه، وهذا يجعلهم يعبرون بهذه الطريقة:

"التطور، أو إله خالق، قد زودنا بتلك الميزة أو بغيرها".

يُظهر هذا الشخص، لدى تعبيره بهذه الطريقة، الكثير من التسامح (صحيح كسياسة، ونقوله يومياً).

لا يتخذ موقفاً، كي لا يشعر أحد بالإهانة.

 لكن، هذه الحيادية، برأيي، ضارة ومؤذية.

الأدلة على حدوث التطور متوفرة بكل الأرجاء.

فيما لا يتوفر دليل واحد على وجود إله أو عدة آلهة.

هي مسألة إيمان، كما يقول المؤمنون، لا ينقصهم أدلة.

 أرى بأنّ شخصاً ذو قناعات دينية، يتوجب عليه أن يشرح لنفسه كيف يمكن لخالقه المفترض، الذي زوده بالعقل، أن يطلب منه أن يتوقف عن إستخدامه، عندما يتعلق الأمر بعبادته وبالإيمان به دون أيّة قدرة على المساءلة.

يساهم الموقف الحيادي، الذي ذكرته أعلاه بإستمرارية حضور التفسيرات الخرافية على حساب التفسيرات الواقعية.

فلا أحد يتكلم بجدية، يمكنه قول:

 "تركت جنيّة الأسنان أو زوجتي - لستُ متأكداً، لكن، واحدة منهما! - هدية تحت مخدة إبني وأخذت سنّه اللبنيّ".

يُعلِّمُ الآباءُ، على إمتداد العالم، أبناءَهم وأحفادَهم أشياءاً ليست صحيحة برأيي - وما هو مثير، أنها  كذلك برأيهم! -.

أشياء كإعتبار أن الله لا يُقيم في السماء فقط، بل يسكن في قلب كل واحد منّا.

أو كيف يمكن التأكُّد من وجود هذا الإله أو ذاك، لمجرد ذكر هذا الأمر في كتاب مقدس ما أو لأنّ هذا ما قاله نبيّ ما.

لا أفهم الإلحاد بوصفه ديناً آخراً.

 ولا تحت أيّ ظرف.

الإلحاد، كل ما هو معاكس، عبارة عن صيغة ما من الإنسانوية.

 عملياً، نظراً للإنطباع السلبي القائم في المخيال الشعبي حول الملحدين، يُفضِّلْ مُلحدون كُثُرْ أن يطلقوا على أنفسهم مصطلحات مثل مفكرين أحرار وإنسانيين.

لماذا يُعتبر الإلحاد إنسانوي؟

لأنه صيغة اقتراب مما يحيط بنا، حيث يسود الإنسان وكل ما هو بشريّ على الألوهي؛ تغلب القيم البشرية إعتبارات أخرى؛ تزيح التفسيرات الطبيعية الأساطير، التي لعبت دورها في تحويلنا إلى شركات تلبي رغبات البعض.

الإلحاد إنسانوي، لأنه فيما لو نعتبر بأنّ فرضية عدم وجود آلهة، تنشغل بأمورنا، صحيحة، بالتالي، سنصبح نحن البشر من يهتم بعضه ببعضه الآخر.

 تُعلِّم أيّة عقيدة إنسانوية، لأنها هكذا، في المرحلة الأولى، أن يهتم الواحد بنفسه أكثر من إهتمامه بعقيدته ذاتها؛ وفي الخطوة التالية مع مزيد من التسامح، أن يهتم بباقي البشر وبما يؤثر على الآخرين من أشياء.

تعلمنا الإنسانوية على التفكير بشيء آخر مختلف عن الذات.

تدعو للإهتمام بالآخرين وبالحياة عموماً.

كما بدأتُ بالبرهنة أعلاه، لا يشكّل الإلحاد ديناً آخراً، سيما حين يطبق منهجاً للتحليل لا علاقة للأديان به لا من قريب ولا من بعيد، يُعتبر أساسه الشكوكية أو التشكيك.

يعلمنا التشكيك المهنجي عدم قبول شيء على أنه صحيح دون تقديم أدلة مُقنعه، ونملك كامل الحقّ في الإستمرار في التأكُّد.

أن تصبح مُلحداً:

 يعني محاولة فهم الأشياء والطبيعة وأنفسنا بشكل أفضل ورفض التفسيرات الخاطئة.

 التشكيك، كما أفهمه، بدقّة، هو أمر معاكس للدوغمائية المُبهمة:

 التي تتأسس الأديان عليها.

 لا يسعى المتشككون إلى فرض أفكارهم، بل يسعون وراء تحصيل المعرفة.

كذلك، الإلحاد ليس ديناً مؤسساً على العلم.

يبدو لي إعتبار أنّ العلم، فقط ،هو كل شيء، أمراً فاقداً للمصداقية.

 ربما لا تتمكن العلوم من التصدي لقضايا حول الفنّ والجمال والروحانيات أو الأخلاقيات.

فربما تشكّل حقولاً بعيدة عن عمل العلوم.

 لكن، لا ينفي هذا أنّ المعارف العلمية، وما توصلنا له على هذا الصعيد، قد أغنى ويغني حياة الأفراد بمنحى أو بآخر.

لا تتمكن العلوم من تفسير كل شيء وأيّ شيء.

نحنُ متفقون على هذا.

 حسناً، تُشبه محاولة تعليم نظريات لاعلمية - كما يحدث في كثير من الولايات الأميركية - كالخلق، للأطفال على قدم المساواة مع نظريات علمية كالتطور:

عملية تخصيص قسم للشعوذة في كليات الطب وإدخال مواده في تعليم الطلاب على قدم المساواة مع مواد علمية!.

البديل عن سلسلة فرضيات منطقية، دوماً، هو:

 سلسلة فرضيات منطقية أخرى لا عقائد تفتقد لأيّة قاعدة أو دليل داعم.

كما قال الفنان والموسيقي الأوسترالي تيم مينشن:

"يضع العلم قواعده بناءاً على ما تتم ملاحظته. فيما يرفض الإيمان ما يمكن ملاحظته حفاظاً على عقائده". 

يرفض الإيمان ما يمكن ملاحظته حفاظاً على عقائده:

 يصعب عليَّ العثور على تحديد أفضل للدوغما الدينية!

لن يصبح الإلحاد ديناً أبداً، لأنه وبحسب كلمات المُلحدة غلينسي آلباريث:

"ليس لدى المُلحد كنيسة ولا كاهن ولا نشرة هجائية، ليس لديه أبطال خارقين ينقذوه ويدينوا الآخرين. ليس له القدرة على تجنيد القوى ولا العِماد ولا الطقوس. كذلك، ليس لديه كتاب مقدس ولا أمكنة مخصصة لمرحلة ما بعد الموت. ببساطة، يتعامل بمسائل علمية، يشكّك بمنطقية ويشكّل أفكاره من خلال المحادثات والقراءات. ليس لديه إله ولا شيطان، وبالتالي، ليس قديساً ولا إبليساً!".

ليس الإلحاد، ولا بأيّ شكل، نوعاً آخراً من الإيمان الصوفيّ، بل هو عبارة عن موقف من الحياة، يمكننا توصيفه بالفلسفيّ.

 هو صيغة تفسير، لما يحيط بنا:

 تتجاوز التخمينات؛ وترفض فرض أيّ شيء علينا وعلى أولادنا.

عندما يرفض شخص فرضية وجود الإله:

 فهو يمارس حقه في التعبير والتحليل، الذي يقوم به تجاه أيّ شيء، هو حسّ عام.

كذلك، من حقه شيء آخر، هو:

 القدرة على التواصل مع الآخرين من خلال أفكاره - يؤلف كتاب، مثلاً - دون السعي إلى إقناع أحد بأفكاره، بل لأنه يحب هذا الأمر ببساطة.

فيما لو يمتنع شخص عن التعبير عما يجول بخاطره، بسبب إنعدام الأهمية أو الخوف من الإساءة أو الإزعاج أو الإثارة للغالبية أو للتمتع بالراحة ببساطة:

 فسيقع تحت خطر التفكير بما يوافق القناعات الاجتماعية فقط.

 استثمرت الاديانً هذا النوع من المخاوف وتلك المواقف الفكرية بشكل ممتاز.

 لكن، أن يمتلك الملحدون والمؤمنون رؤية مختلفة للحقيقة ولفرضية وجود الآلهة:

 لا يمنع من إمتلاك أشياء كثيرة مشتركة.

 ذكرتني كلمة "مؤمنين" بمقابلة غير رسمية، لكن، هي رائعة، قد رأيتها على شاشة الرائي منذ سنوات عدّة. حينما أجروا مقابلة مع الكاتب والباحث إدوارد بونست. وفي لحظة محددة، سأله الصحفي فيما لو "كان مؤمناً"، فأجابه بسرعة "بماذا؟". بدا أن الصحافي قد تلقى الرسالة، فارتسمت إبتسامة خبيثة على شفتيه وقال له: "مؤمن بالله". كل من يعرف مؤلفات إدوارد بونست، يمكنه استنتاج جوابه، الذي عبّر عنه بنبرة لطيفة مألوفة عنده، وكان:

"كلا".

 لم يُضِفْ بونست شيئاً وانتقل الصحافي إلى سؤال آخر.

 ربما، وبلا وعي، حملني تذكر هذا الحوار البسيط إلى تفادي إستخدام مصطلح "مؤمنين" في هذا الكتاب، على قدر المستطاع، لتحديد أولئك الأشخاص ذوي العقائد الدينية.

لكن، القضية الدلالية اللغوية هي أمر طريف هنا.

 المغزى، النقطة الهامة التي أرغب باستخراجها من ردّ إدواردو بونست، هو أنه رغم عدم اشتراكنا بالإيمان بالآلهة، كملحدين، قد نؤمن بأشياء أخرى كثيرة.

(بالطبع لن أتحول إلى ناطق رسمي باسم كل الملحدين، وعندما أقول ملحدين، أتكلم باسمي وعن نفسي بالإضافة لأصدقائي، الذين يشتركون معي برؤيتي الإلحادية للعالم).

 نشترك كملحدين مع المؤمنين بالإيمان بقيم أخلاقية كونية.

نرغب أن ننقل لأبنائنا، على سبيل المثال، المباديء التي كتبها نيلسون مانديللا خلال سجنه الطويل:

 "الشرف، الصدق، التواضع، الكَرَمْ، تقديم العون، هي عبارة عن أشياء، يجب أن تشكّل قاعدة الحياة الروحية للشخص".

على اعتبار أنني كنت جدياً جداً فيما مضى، اسمحوا لي أن أختم هذا الفصل مع القليل من الفكاهة.

هل الإلحاد عبارة عن دين؟

لا أتذكر شيئاً!

لكن، أتذكر أنني سمعتُ أو قرأتُ لأحدهم يجيب على هذا السؤال بالطريقة التالية:

"يكافيء إعتبار الإلحاد كدين: إعتبار الصَلَعْ كلون للشعر!".

 

1.6 خمسة أسباب يمكنها أن تحوّل الإلحاد إلى دين

لطالما إنتقدنا الإتجاه الخلقيّ الديني، الذي يعمل وفق قراءة حرفيّة لسفر التكوين بالكتاب المقدس، حيث يستخفّ بكل النتائج والأدلة التجريبية العلمية:

 فينشر أفكاراً تقول بعيش البشر والديناصورات سوياً؛ تأسيس الجيولوجيا (علم دراسة طبقات الأرض) على طوفان كونيّ أو وجود الكون منذ 6000 عام، على سبيل المثال لا الحصر.

 فقد قمنا بالردّ على هذه الطروحات، وبهذا، كسبنا زيارة كثير من الإنجيليين، الذين حاولوا هدايتنا من خلال التبشير. 

وعندما اكتشفوا أنّ التبشير لم يصل لغايته معنا، الآن، يقومون بتهديدنا بنهاية شبيهة بنهاية قطعة لحم في المقلاة!! 

 يأخذون الأمور بمحمل شخصيّ مُبالَغ فيه.

بالنهاية، نحن طلبنا أدلة فقط، ولكن، غضبوا جداً.

  بعض إقتراحات الانجيليين أكثر بشاعة، بحيث لا تدفعك لمتابعة القراءة. 

يحمل القليل منها الجديد، وبغالبيتها، مُكررة، ويُصرّ الكثير منها على القول:

 "الإلحاد = دين".

 أفترض أنها عبارة يُطلقها بعض رجال الدين بين الفينة والأخرى.

يرغبون بإثارة زوبعة إعلامية، وبهذا، يُثبتون شيئين، هما:

 الأول، جهلهم بالعلم وكيفية عمله، فأمام نقد إمتلاك الأرض لعمر 6000 عام، لا يقدمون أيّ دليل علمي (لأنه غير موجود أصلاً)؛ بل يهاجموننا لأننا مُلحدين ويذكِّرونا بمصير قطعة اللحم المشويّ في النار الأبديّة الإلهية!  

والثاني، هو عدم معرفتهم شيئاً عن الإلحاد.

فالإلحاد ليس ديناً.

بل على العكس، فالإلحاد = لا إعتقاد (لا إيمان .. لا تديُّن) بالآلهة أو بكائنات فوق طبيعية، بعيداً عن أخذ صلاحيّة أيّة عقائد دينية بعين الإعتبار. 

 أعرف بأنّه ربما بالنسبة لأصوليّ ديني من الصعب فهم إمكانية الدفاع عن موقف لاديني  بقوّة، ففيما لو تمكنوا من استشارة مصادر غير كتابهم الجميل! ربما سيفهموه.

حسناً، ربما هناك ما يقود لإعتبار الإلحاد مثل "مُعتقد ديني". 

هل تشكّون بهذا؟ 

سأبيّن لكم بعض أسباب هذا الأمر، فعسى أن أُوفَّق:

أولاً: الضرائب، ففي بلدان كثيرة، يظهر بأنّ أديان كثيرة غير قادرة على تحقيق التمويل الذاتيّ، وانّ أي طلب بإلغاء المزايا الضريبية، يُقابل بعدم إستجابة، ربما، آن أوان قيام المنظمات الإلحادية بذات الشيء.

هل يحدث هذا بإضافة فقرة في طلب تصريح الدخل؟!

ثانياً: إدراج مادة عن الإلحاد في المعاهد التعليمية، ربما لهذا قيمة خاصة أو لا، فيتوقف هذا على ما يحصل مع مواد دينية تعليمية أخرى. بهذا، يضمن الأهل أن زرع القيم والأخلاق بأبنائهم، لا يحتاج قصصاً دينية، بل يمكن تحقيقها من خلال من يعتبرونهم الأفضل بالنسبة لهم.

ثالثاً: أماكن عامة للحديث عن الإلحاد، نرى حولنا الكنائس، الكُنُس، المساجد .. المعابد المتنوعة بالعموم. حيث يتحدثون عن الأخلاق، عمّا هو إنساني والوهي فيها. ربما، هناك ضرورة لطلب إذن من البلدية لاستئجار أماكن للحديث عن الأخلاق وعمَّا هو إنساني!!

رابعاً: أعياد، تحتفل بلدان كثيرة حول العالم بأعياد على أسماء لشخصيات بارزة من قديسين وشهداء وسواهم. لا يحتاج الإلحاد تحويل ملحدين ماتوا بسبب أفكارهم إلى شهداء، لكن، حضور بعض الأعياد ليس عيباً.

بالنهاية، كلنا نحتاج الراحة لبعض الأيام!

خامساً: الدعاية، هنا نرى التقصير بحق الإلحاد مقارنة بأي اتجاه آخر، إنه من أكثر المفاهيم تعرضاً للرقابة. حتى يبدو أنه ببعض المدن، ربما أكثر سهولة قبول وجود حافلات تحمل دعايات لأماكن دعارة ولا يمكنها قبول دعاية للإلحاد.

فعرض أفكار الحادية واضحة:

 يُعتبر شتائماً عند كثير من المؤمنين.

هكذا، يمكن أن لا يجعل من الإلحاد ديناً، إن لم يكن محميّ عبر قوانين (التي بالضرورة يجب ان تدافع عنه)، حتى لو لا يعجب الكثيرين هذا، كما لا تعجبهم العقائد الخاصة بكائنات أسطورية أخرى لا يؤمنون بها، وسيتوجب عليهم تحملها.

لأجل كل ما سبق، نتفق مع الإنجيليين، فهل نطلب تسجيل الإلحاد في سجلات الأديان الحكومية بوزارة العدل؟

بديهياً، ولمن لم يلاحظ حتى الآن، فهذا النص مكتوب بطريقة ساخرة!!

 فالإلحاد ليس ديناً، لكن، من خلال ما قدمت أعلاه، ربما، يصبح له مستقبل فيتحول ليصير ديناً، حيث أن مقدار الحفاوة التي سيتلقاها، ربما، ستحوله لشيء لا يمكن إنتقاده أو مسَّهُ!!!. 

مع هذا، ينتقد الإلحاد كل الأديان، بالتالي، من الصعوبة، بمكان، تصنيفه كواحد منها.

أخيراً، إذا قصد المؤمنون إنتقاد الإلحاد من اعتبارهم له "كدين"، فلماذا يتبعون ديناً إذاً؟

طالما أنّ التديُّن تُهمة أو شيء سلبيّ بحالة الإلحاد. 

أو اذا كان قصدهم أنّ الملحد متدين، وبالتالي، لماذا ينتقد الأديان؟

 فلماذا ينتقد المسلم اليهودية وينتقد البوذية؟ وينتقد المسيحي الإسلام والوثنية؟

 التفكير قبل الكتابة أمر حيوي لتوفير الجهد والوقت!

يتبع

تنويه: مصادر الموسوعة كاملة في الجزء الأوّل

للإطلاع على باقي الأجزاء

الموسوعة الإلحادية (1) إعداد: أحمد فاسم الحاج إبراهيم - مُقدِّمة

الموسوعة الإلحادية (2) متابعة المُقدِّمة

الموسوعة الإلحادية (3) تعريف الإلحاد

الموسوعة الإلحادية (4) متابعة تعريف الإلحاد

الموسوعة الإلحادية (5) متابعة تعريف الإلحاد

الموسوعة الإلحادية (6) ما يقوم الإلحاد به + شبح الإلحاد

الموسوعة الإلحادية (7) ذهنية المُلحِد + الوصايا الإلحادية العشر

الموسوعة الإلحادية (8) لماذا يتحدث المُلحِد كثيراً حول الأديان والآلهة

الموسوعة الإلحادية (9) الإلحاد وتاريخ من الكفاح الطويل

الموسوعة الإلحادية (10) قصّة جديرة بالتذكُّر

الموسوعة الإلحادية (11) المُلحدون والموت

الموسوعة الإلحادية (12) البحث عن بدائل غير مادية

الموسوعة الإلحادية (13) الموت بحسب العلم

الموسوعة الإلحادية (14) إبيقور وتولستوي والموت

الموسوعة الإلحادية (15) كيف يواجه الملحدون الموت؟

الموسوعة الإلحادية (16) بخصوص الأخلاق

الموسوعة الإلحاديّة (17): الرئيسيّات والأنسنة والأخلاق

الموسوعة الإلحادية (18) النسبوية الأخلاقية وأخلاق الإتجاه الإنسانيّ العلمانيّ

الموسوعة الإلحادية (19) الأخلاق والإنتقاء الطبيعي والبحث عن الأخلاق لدى الرُضَّع

الموسوعة الإلحادية (20) الأخلاق فلسفياً والقيم بشرياً والقاعدة الذهبيّة

الموسوعة الإلحادية (21) الوظيفة الأخلاقية للدين والمشهد الأخلاقي لسام هاريس

الموسوعة الإلحادية (22) أصلُ النظرة السلبية للإلحاد وللملحدين

No comments: