1. مُقدِّمة
على مدار سنوات، إهتميتُ بقضيّة
"الإثارة الجنسية الأنثوية الذاتيّة"، فقرأت الكثير من المواضيع
وبعدّة لغات حول هذا الأمر.
على مستوى الكتب، أهم المصادر التي
قرأتها، هي:
1. كتاب البظر
وأسراره – ماريا لاتيراس فيرنانديث، ماريا فيكتوريا كاريرا فيرنانديث ويولاندا
رودريغيث كاسترو
2. كتاب
"نساء لوحدهن" للدكتور خيسوس أنطونيو راموس برييبا، الذي يعمل كطبيب
مساعد في خدمة الطب النفسي في مشفى "رامون وكاخال" بمدريد وأستاذ مساعد
في التحليل النفسي بجامعة ألكالا (مدريد).
3. كتاب
"صديقي البظر" للارا لوبيث المعروفة نتيّا بإسم "الملكة
الوغدة".
هي سلسلة طويلة ستُنشَر تباعاً، هنا،
وتعكس ما فهمته حول الإثارة الذاتية الجنسية الأنثوية وأعتذر سلفاً عن أيّ خلل
ممكن الورود، فكل من يعمل يُخطيء.
لنتفق بداية،
على إعتبار أنَّ ألفباء الحياة الجنسية هو معرفة الأعضاء الجسدية المسؤولة عن
القيام بهذه الممارسة الحيوية.
بناءاً عليه، تُعتبر التربية والتعليم الجنسيين:
شأناً أساسيّاً لدى البشر، ولا يجب تجاهل هذا
الأمر بذرائع، في الغالب، هي دينية، لما لهذا التجاهل من تداعيات خطيرة على عيش
حياة جنسية واقعية سليمة وممتعة.
كذلك، يوجد
إتفاق عام على أنّ الغاية من ممارسة الجنس، في المقام الأوّل، هي تحقيق المتعة
لطرفي الممارسة في حالتي الغيرية والمثلية الجنسية؛ وللطرف الوحيد في حالة
الإستمتاع الذاتي أي الإستمناء بحالة الذكور والتبظُّر لدى الإناث.
يعتقد كثيرون
بأن متعة الأنثى الجنسية، بل وحياتها الجنسية حتّى:
تنتهي بتوقف
دورتها الشهرية!
لكن، لماذا
يُعتبرُ هذا الإعتقاد باطلاً أو مخطئاً؟
يُعتبر هذا
الإعتقاد باطلاً، للأسباب التالية:
أولاً: ينتج
عن إنتهاء الدورة الشهرية توقف الإباضة وعدم القدرة على الإنجاب؛ لا علاقة لهذه
الأمور بالمتعة الجنسية الأنثوية، بل ترتبط بإستمرارية البشر كنوع حيّ من خلال
ولادة نسل جديد.
من هنا،
يُعتبرُ تعبير "سنّ اليأس" غير مناسب وغير صحيح!
ثانياً: بخلاف
الذكور، الذين لديهم عضو واحد للإستمتاع الجنسي وللإنجاب وطرح البول (القضيب)؛ لدى
الإناث عضو خاص بالإنجاب والدورة الشهرية والإباضة هو الرحم وصولاً للفرج ومروراً
بالمهبل وفتحة لإخراج البول؛ وعضو آخر خاص بالمتعة الجنسية فقط:
ألا وهو البظر.
تتفوق الإناث
على الذكور في هذه النقطة تماماً.
بحسب بعض المصادر،
ورد ذكر البظر، للمرّة الاولى، خلال القرن السادس عشر ميلادي!
علماً أن هناك
من يعتبر بأنّ الطبيب روفس الأفسسي قد عرف البظر ووضع له إسماً خلال القرن الثاني
ميلادي، لكن، لا يوجد توثيق مُؤكِّد لهذا الكلام.
وَرَدَ في
معجم لسان العرب، الآتي حول كلمة "بظر":
بظر:
البَظْرُ: ما بين الإِسْكَتَيْنِ من المرأَة، وفي الصحاح: هَنَةٌ بَيْنَ
الإِسْكَتَيْن لم تُخْفَضْ، والجمع بُظور، وهو البَيْظَرُ والبُنْظُر والبُنظارة
والبَظَارَةُ؛ الأَخيرة عن أَبي غسان. وفي الحديث: يا ابنَ مُقَطِّعَة البُظُور،
جمع بَظْر، ودعاه بذلك لأَن أُمه كانت تَخْتنُ النساءَ، والعرب تطلق هذا اللفظ في
معرض الذَّم وإِن لم تكن أُمُّ من يقال له هذا خاتنةً، وزاد فيها اللحياني فقال:
والكَيْنُ والنَّوْفُ والرَّفْرَف، قال: ويقال للناتئ في أَسفل حياء الناقة
البُظارة أَيضاً. وبُظارة الشاة: هَنَةٌ في طرف حيائها. ابن سيده: والبُظارة طرف
حياء الشاة وجميع المواشي من أَسفله؛ وقال اللحياني: هي الناتئُ في أَسفل حياء
الشاة؛ واستعاره جرير للمرأَة فقال: تُبَرِّئُهُمْ مِنْ عَقْرِ جِعْثِنَ، بَعدما
أَتَتْكَ بِمَسْلوخِ البُظارَةِ وارِمِ ورواه أَبو غسان البَظارة، بالفتح. وأَمَةٌ
بَظْرَاءُ: بينة البَظْرِ طويلة البَظْرِ، والاسم البَظَرُ ولا فعل له، والجمع
بُظْرٌ، والبَظَرُ المصدر من غير أَن يقال بَظِرَتْ تَبْظَرُ لأَنه ليس بحادث
ولكنه لازم. ويقال للتي تَخْفُضُ الجواريَ: مُبَظِّرَة. والمُبَظِّرُ: الخَتَّانُ
كأَنه على السلب. ورجل أَبْظَرُ: لم يُخْتَنْ. والبُظْرَةُ: نُتُوءٌ في الشفة،
وتصغيرها بُظَيْرَةٌ. والأَبْظَرُ: النَّاتئُ الشفةِ العليا مع طولها، ونُتُوء في
وسطها محاذ للأَنف. أَبو الدقيش: امرأَة بِظْريرٌ، بالظاء، طويلة اللسان
صَخَّابَةٌ. وقال أَبو خيرة: بِظْرِيرٌ شُبِّه لِسانُها بالبَظْرِ. قال الليث: قول
أَبي الدقيش أَحب إلينا، ونظيرها معروف؛ وروى بعضهم بِطْرِيرٌ، بالطاء، أَي أَنها
بَطِرَتْ وأَشِرَتْ. والبُظْرَةُ والبُظَارَةُ: الهَنَةُ الناتِئَة في وسط الشفة
العليا إِذا عظمت قليلاً. ورجل أَبْظَر: في شفته العليا طول مع نُتُوء في وسطها،
وهي الحِثْرِمَةُ ما لم تطل، فإِذا طالت قليلاً فالرجل حينئذ أَبْظر. وروي عن علي
أَنه أَتى في فريضة وعنده شريح فقال له عليّ: ما تقول فيها أَيها العبد الأَبْظَر؟
وقد بَظِرَ الرجلُ بَظَراً وقيل: الأَبْظَرُ الذي في شفته العليا طول مع نُتُوء.
وفلان يُمِصُّ (* قوله “وفلان يمص إلخ” أي
قال له امصص بظر فلانة كما في القاموس). فلاناً ويُبَظِّره. وذهب دَمُه بِظْراً
أَي هَدْراً، والطاء فيه لغة، وقد تقدم. والبَظْرُ الخاتمُ، حِمْيَرِيَّة، وجمعه
بُظُور؛ قال شاعرهم: كما سَلَّ البُظُورَ مِن الشَّناتِرْ الشناتر: الأَصابع.
التهذيب: والبَظْرةُ، بسكون الظاء، حَلْقَةُ الخاتم بلا كرسي، وتصغيرها بُظَيْرة
أَيضاً، قال: والبُظَيْرَةُ تصغير البَظْرَة وهي القليل من الشعر في الإِبط يتوانى
عن نتفه، فيقال: تحت إِبطه بُظَيْرَة. قال: والبَضْرُ: بالضاد، نَوْفُ الجارية قبل
أَن تُخْفَضَ، ومن العرب من يبدل الظاء ضاداً فيقول: البَضْرُ، وقد اشتكى ضَهْرِي،
ومنهم من يبدل الضاد ظاء، فيقول: قد عَظَّتِ الحربُ بني تميم.
إنتهى كلام
لسان العرب
تعود كتابة
معجم لسان العرب إلى الفترة الممتدة بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر ميلادي؛
يُعتبر تتويج لمعاجم عربية سابقة وهو ما يًرجِح معرفة العرب القدماء للبظر بفترة
سابقة للقرن السادس عشر ميلادي.
العام 1844،
يُعيد أخصائي التشريح الألماني جورج لودفيج كوبيلت إكتشاف البظر وتحقيق رسوم هامة
له.
العام 1865،
وهي اللحظة، التي جرى خلالها إعتبار البظر خلاصة كل الشرور، بل حتى "سمة
شيطانية"، إعتبر إسحاق بيكر براون، رئيس الجمعية الطبية البريطانية، أن
التبظُّر هو أصل أمراض وإنحرافات عديدة، حيث يمكنه التسبب بالعمى، بالإختلال
الذهني، بالهستيريا، بالصرع، بالخرف وبالموت المبكر حتى، ولهذا، نصح بإستئصال
البظر كمنهج رئيسي في الوقاية!
تصدت الناشطة
النسوية الإيطالية كارلا لونزي لطروحات فرويد، التي إعتبر من خلالها أنه توجد
ذروتين:
ذروة مهبلية
ناضجة أو بالغة وذروة بظرية طفولية.
فأكدت على
وجود ذروة واحدة ناتجة عن الإثارة المباشرة أو غير المباشرة للبظر.
وإعتبرت بأنّ
الذروة المهبلية قد فرضها مجتمع ذكوريّ ومن حق الأنثى عيش جنسانية غير تكاثرية.
من هنا،
يُعتبر ربط المتعة الجنسية الأنثوية بالإيلاج:
خرافة!
قد ساهمت إناث
بترسيخها؛ كذلك، يسود جهل كبير، حتى لدى نساء كثيرات:
بأهمية البظر في الحياة الجنسية الأنثوية وتحقيق
المتعة الكبرى.
ثالثاً: تستمر
متعة الأنثى الجنسية من عمر باكر (أقلّ من عشر سنوات، بل هناك شهادات لنساء قد
مارسن التبظر بعمر خمس سنوات) إلى آخر لحظة في حياتها.
بمعنى لا يوجد
أيّ شيء يمنعها من الإستمتاع الجنسي، ممارسة مع شريك أو شريكة أو تبظراً لوحدها،
بأيّة لحظة من عمرها.
رابعاً: مع
تقدُّم العمر، وهذا يحدث للذكور والإناث، يصبح هناك حاجة لإستخدام زيوت ودهون
وتدليك لتحقيق ممارسة معتادة مألوفة وذات نتيجة ممتعة.
ملحوظة أساسيّة: يُستخدم
تعبير "إستمناء أنثويّ" في الكثير من اللغات، كالإسبانية والإنكليزية
والفرنسية والألمانية وسواها، للتعبير عن "الإثارة الجنسية الذاتية الأنثوية"؛ وهو ما لا يمكن استعماله في اللغة العربيّة أبداً وقطعاً، حيث
يقتصر "الإستمناء" على الممارسة الذكرية لما يسمى "عادة
سريّة" أي
خروج المني إثر الوصول للذروة من قبل الذكر؛ أما الإمتاع الذاتي الجنسي الأنثويّ فيُعبَّر عنه في اللغة
العربية بمُصطلح "التبظُّر" أي مداعبة البظر وصولاً للذروة، فلا يوجد
مني لدى الأنثى لكي "تستمني" أصلاً.
يتبع
مصادر هذه
السلسلة
1. El
clítoris y sus secretos - María LaTheiras Fernández, María Victoria Carrera
Fernández y Yolanda Rodríguez Castro. Universidad de Vigo - ISBN:
978-84-92958-20-7. Dep. Legal: OU 229-2013
2. Mujeres a solas, Por: Jesús Antonio Ramos Brieva.
Ediciones PROPSIQUIS
3. Título: Mi Amigo Clítoris. © 2008-2012 Lara López
(Reina Canalla). Licencia Creative Commons
4. Guía completa sobre el placer femenino
https://www.fucsia.co/edicion-impresa/articulo/orgasmo-femenino-guia--y-secretos/75557/
5. Placer sexual femenino: la eyaculación no es lo
mismo que el squirt
6. Women's Sexual Pleasure, Orgasm, and Touching. Grant
Hilary Brenner MD, DFAPA
7. Survey Of Female Sexual Pleasure Reveals What Women
Really Want, ByHelen Thomson, Former Contributor. Sex and science. All the good
stuff
8. Y el clítoris se movió, María Victoria Ramírez 11/09/2007
https://www.elconfidencial.com/archivo/2007/09/11/52_clitoris_movio.html
9. Éste es el primer clítoris 3D de código abierto
para enseñar educación sexual, Sergio Parra
10. 7 Things Everyone Gets Wrong About The Clitoris.
By Rachel Grumman Bender. July 9, 2016
https://www.self.com/story/7-things-everyone-gets-wrong-about-the-clitoris
11. Everything You Should Know About Your Clitoral
Hood. Medically reviewed by Tahirah Redhead MPAS, PA-C, MPH — Written by
Adrienne Santos-Longhurst — Updated on June 4, 2024
https://www.healthline.com/health/womens-health/clitoral-hood#_noHeaderPrefixedContent
12. We Spoke to the Woman Who Designed a 3D-Printed
Clitoris, By Paul Douard. August 18, 2016, 10:45am
https://www.vice.com/en/article/talking-to-the-woman-who-designed-a-3d-printed-clitoris-876/





No comments:
Post a Comment