2025/11/12

Female Sexual Self Pleasure (4) الإمتاع الذاتي الجنسيّ الأنثويّ

  

4. استئصال البظر

في ثقافات محددة أفريقية وآسيوية وأميركية جنوبية، حققوا سلسلة من الممارسات المعروفة تحت اسم الختان (استئصال كامل أو جزئي للبظر وللأعضاء الجنسية الخارجية الأنثوية).

تعرضت الصغيرات لهكذا ممارسات بعمر باكر جداً، واعتبرت جزءاً من طقس بداية البلوغ، وتمثل الهدف من الختان بمنع المراهقات الشابات من إكتشاف المتعة الجنسية والذروة.

وبهذا، يتم ضمان "عذريتهن" و"عفافهن" حتى الزواج، وهو ما يؤدي لضمان الإخلاص خلاله.

يجري استئصال البظر حالياً في أكثر من نصف القارة الافريقية، كذلك، يُطبّقْ في بلدان آسيوية محددة وأحياناً في بلدان أميركية جنوبية، مثل كولومبيا والبيرو.

تقدر منظمة الصحة العالمية بأنّ الختان الأنثوي يُؤثر على حوالي 140 مليون أنثى في العالم بين طفلة وبالغة، مع أخذ تعرض ثلاثة ملايين طفلة له سنوياً بعين الإعتبار.

في الآونة الأخيرة، ولأجل تنمية الوعي بوحشية هذه الممارسة وانتهاكها لحقوق الإنسان لصغيرات ونساء، اقترحت منظمة الصحة العالمية تخصيص يوم عالمي هو السادس من شباط، بوصفه يوم دولي لعدم التساهل مع الختان الانثوي.

وبالمثل، تحدث هذه الممارسات بصورة منعزلة بتجمعات مهاجرة مستقرة في البلدان الصناعية. في اسبانيا، جرى التحقق من حدوث هكذا ممارسات من قبل الهيئات التدريسية، وأثار الأمر شكاوى الطالبات المهاجرات في المدارس، وكُنَّ تحت التهديد أو الخضوع لاسرهن لاجراء هذا؛ كذلك، أبلغت مراكز صحية القضاء كي يجري التصدي لهذا الأمر.

أصدرت الحكومة الإسبانية، في شهر تموز من العام 2005، قانوناً يسمح بمقاضاة ممارسي الختان الانثوي، وبهذا، يسمح للقضاة بالتدخل واتخاذ تدابير قانونية رادعة حتى خارج إسبانيا.

في هذا السياق، وخلال شهر تشرين أول من العام 2012، حكمت المحكمة العليا على أب وأم من جنوب الصحراء ويقيمان بإسبانيا بجرم ختان انثوي لابنتهم، التي لم تبلغ عام واحد من العمر.

يستمر إجراء الختان الانثوي، في الوقت الراهن، من خلال وسيلتين، هما:

 البتر والختان الفرعوني، ويمارس كليهما دون إستخدام التخدير وبوسائل منزلية وتقليدية.

تقوم الوسيلة الأولى منهما على بتر البظر بشكل جزئي أو كلي، فيما تتميز الوسيلة الثانية بالعنف وتُنتِجُ ألماً فظيعاً وأوضاعاً بالغة الخطورة قد تضع حياة الطفلة بخطر، لدرجة حدوث الموت بحالات قليلة.

يتم إلغاء البظر بالكامل في الممارسة الثانية، مع الأشفار الصغرى والكبرى، التي تجري خياطتها بأسلاك أو ألياف نباتية أو أسلاك صيد لاحقاً، وبهذا، يتم إغلاق المهبل بشكل كلي، وتُترَك فتحة صغيرة لخروج البول.

هكذا، تُمنَعْ الطفلة من السير بشكل طبيعي، كذلك، ستعاني من آلام فظيعة لدى ممارستها الجنس في شبابها.

مع ذلك، لا يتوجب علينا الإكتفاء بترديد الفكرة، التي تعتبر أنه في البلدان الغربية، المتطورة كما هو مفترض، تجري ممارسة هذه الفظاعة في نطاق تجمعات المهاجرين فقط. حيث ستُخفي هذه الفكرة واقعاً لا يقلّ بشاعة، يشكل استئصال البظر ممارسة طبية منتشرة جداً، حينما تُولَدْ طفلة مع "تضخم بحجم البظر"، أي مع بظر "كبير زيادة" وفق المعايير الطبية، وهو ما يحدث لدى بعض الأشخاص ثنائيي الجنس (يولدون بمزايا جنسية أنثوية وذكرية لا تسمح لهم بتصنيفهم كذكور أو إناث بصورة مباشرة).

هذه العملية، التي تقوم على "قطع البظر" لدى الطفلة بهدف ألا يبدو كقضيب، تسمى في الغرب:

 "ختان الإناث"، وهو مصطلح سليم سياسياً ومقبول اجتماعياً أكثر من "البتر".

تسمح التقنيات الحديثة للجسم الطبي من تجاوز الممارسات المتخلفة في الثقافات غير المتطورة.

مع ذلك، لا تقوم تلك التقنيات الطبية الحديثة سوى في إعادة إنتاج ذات المعايير الاجتماعية المرتبطة بالجنس والجندر، والتي تتوجه إلى إكراه الأجساد "الغامضة" على الانضواء ضمن صنفين مشروعين في المجتمع الغربي (الرجل الذكر / المرأة الأنثى) فقط.

وهو ما دفع الباحثة آن فاوستو - ستيرلينغ إلى الإشارة لتلك العمليات الطبية بوصفها "قرن (أداة تساعد في إدخال القدم ضمن الحذاء) جراحي".

مع هذا، تبدو النتائج هي ذاتها الناشئة خلال البتر:

 آلام فظيعة وانعدام القدرة على الإستمتاع الجنسي.

يتحولوا إلى أشخاص جرى بتر أعضاء من جسدهم ويحدّ هذا من متعتهم الجنسية. وما هو أهم، يفرض عليهم هوية جندرية محددة ويرفض حريتهم وشخصيتهم الفردية وإعتبارهم أصحاب حقوق.

يتبع

مصادر هذه السلسلة متوفرة في الجزء الأوّل

مواضيع ذات صلة

الإمتاع الذاتي الجنسيّ الأنثويّ (1) مُقدِّمة ومصادر السلسلة

الإمتاع الذاتي الجنسيّ الأنثويّ (2) مُتابعة المُقدِّمة

الإمتاع الذاتي الجنسيّ الأنثويّ (3) البظر والحياة الجنسية ويتحدث البظر عن نفسه

No comments: