2025/11/02

Female Sexual Self Pleasure (2) الإمتاع الذاتي الجنسيّ الأنثويّ

"البظر ليس زرّاً، بل هو الرأس لجبل جليديّ".

صوفيا والاس، فنانة بصرية، مشروع  داعم للبظر 

الحياة الجنسية عبارة عن حقل معرفي، لم يتناوله العلم بصورة كافية حتى الآن، فرغم إدراجها في سياق العقلانية، فلا تزال تصطدم بمحظورات ثقافية.

يُضاف إلى هذا الأحكام المسبقة وواقع تركُّز الدراسات الجنسية على الإنجاب والإحتياجات والمشاكل الذكرية.

والتبعة الاساسية لكل هذا، هي:

غياب الاهتمام بكل ما هو أنثويّ.

كي يحدث التغيير المنشود، رغم أنّه أقلّ من المطلوب، وجب الإنتظار حتى سبعينيات القرن المُنصرم، عندما عرَّفَ وليم ماسترز وزوجته فيرجينيا جونسون، البظر:

بوصفه عضواً مسؤولاً عن المتعة الأنثوية حصراً.

جرى اعتبار البظر العضو الوحيد في الجسم لدى إناث البشر المرتبط بمسألة المتعة فقط، والذي لم يكن مرئياً تقريباً على الصعيد العلميّ حتّى وقتٍ قريب.

ويحدث ما هو معاكس، في حالة القضيب، الذي ينفذ مهام عديدة، وهو عرضة لدراسات أكثر.

كي يحدث تجاوز لهذا الوضع، أول ما يتوجب علينا الإعتراف به هو أن البظر أكبر من حشفة خارجية صغيرة نعرفها.

حيث تؤكد بعض الدراسات على أن البظر غير المنتصب، قد يصل طوله إلى تسعة سنتيمترات.

بعد أن جرى اعتباره شعبياً كزر مهمل، لا يظهر بين ساقي الأنثى، نعرف اليوم بأن البظر يشكّل كلمة سر المتعة الجنسية الأنثوية.

إنه لمحزن حقاً، ألّا يتلقى المجتمع معلومات دقيقة حول هذا العضو الهام؛ جرّاء النقص في الدراسات العلمية ونشرها.

ظهر البظر، للمرة الأولى، في الأدبيات العلمية أواسط القرن السادس عشر، لكن، لم يُدرَسْ تشريحياً ووظيفياً بعمق إلا منذ سنوات قليلة.

تماشياً مع النظرة الذكرية المركزية، ينتج تناقض، يتمثل بتشكيل الجسد الأنثوي للصورة الرمزية والاستعارية للحياة الجنسية في ثقافتنا عبر الإعلانات والفنون وفي المخيال الجماعي، في حين يجري تغييب البظر، من قبل النساء أنفسهن حتّى.

اللغة شاهد آخر عن هذا التغييب، فحتى في اللغة اليومية، لا نعثر على تعابير تشير له.

في هذا المنحى، تعرض البظر إلى الإقصاء خلال قرون طويلة، حيث يجري تجاهله في يومنا هذا، بل يتم تحقيره واستئصاله حتى.

يبلغ عدد المتعرضات لاستئصال البظر في ثقافات مختلفة ملايين النساء، في حين يتعرض للاستئصال ذهنياً في ثقافتنا الغربية.

الحديث حول البظر هو عمل شجاع، لأنه يواجه المحرمات الجائرة والأحكام المسبقة الثقافية.

على الرغم من العيش في القرن الواحد والعشرين، من خلال تجارب التدريسية طويلة في مجال الحياة الجنسية، يمكن التأكيد على أنه عام إثر عام:

 يبقى البظر في حالة غياب.

لا تتحدث الصبايا عنه، بل لا يعرفن موقعه ولا يعرف الشباب موقعه مقارنة بمعرفتهم بالأشفار الكبيرة والأشفار الصغيرة وفتحة البول ومدخل المهبل والشرج، رغم توفر مواد إباحية جنسية:

 فلا يعرفوا أين يقع البظر!

هذا مؤشر على الوضع الذي تتواجد فيه الحياة الجنسية الأنثوية، وكنتيجة، يبقى عضو الإمتاع الأنثوي قيد التغييب.

من الصعب على الرجل بلوغ الذروة دون اشتراك قضيبه.

يصعب تخيل هذا الأمر، حتى.

مع ذلك، من المفروض أن النساء يتمكنَّ من بلوغ الذروة دون إثارة البظر، عبر اختزال الممارسة الجنسية إلى الإيلاج.

يوجد مثل انكليزي شهير، يلعب بالكلمات ويعبّر عن هذا جيداً:

"الثقب ليس كل شيء".

لا تزال المتعة قضية معلقة بالنسبة لكثير من النسوة، اللواتي لا يتمتعن بالجنس، لكن، لا يجري الحديث حول هذا الأمر كذلك.

نعرف مشهد سينمائي، تصطنع امرأة الوصول إلى الذروة خلاله.

كذلك، نعرف بأنه في الحياة اليومية، هناك "ممثلات" حقيقيات، يقمن بمحاكاة هذا الأمر.

يحدث كل هذا جراء تبني دور ثانوي في حياة جنسية طاغية، فالمهم إمتاع وإشباع الإحتياجات الذكرية.

هكذا، يبدو، من الأهمية بمكان، تسليط الضوء على البظر، هذا الكائن المجهول للغاية.

يجب توفير المعلومة الدقيقة والصريحة حوله وتحويله إلى هدف للدراسة، أي التحدث عن البظر، التفكير بالبظر أو أخذ البظر بعين الاعتبار وربطه بمصطلحات مكافئة للمصطلحات المرتبطة بالقضيب.

هذا يعني معرفة أسراره وإمكاناته بوصفه مصدر للمتعة الإيروسية (الشبقيّة).

يعكس الحديث عن البظر الإهتمام الواجب حضوره عند الجميع، ويعني أخذ شعور المرأة بالمتعة على محمل الجد.

يمتلك عيش الحياة الجنسية، كشيء أساسيّ، فارقاً واضحاً بين النساء والرجال.

فلن تبلغ النسوة المساواة طالما أن متعتها موضع نقص.

بأخذ هذا بعين الإعتبار، يشكل التطرُّق إلى البظر، انطلاقاً من وجهة نظر متعوية، سيما على المستوى التربويّ التعليميّ:

رهاناً واعداً وضرورياً.

كذلك، من المهم إظهار الوجه اللطيف للحياة الجنسية والابتعاد عن التعاطي الرُهابي، الذي يظهر عادة في النطاق التعليمي، عندما يتم الربط بين الحياة الجنسية والمخاطر.

وفي هذه الحالة، تتركز الرسالة التعليمية على منع الحمل وانتانات الانتقال الجنسي، وبذات الوقت، يدعو هذا إلى الخوف وانعدام الأمان ونسيان الحديث حول المتعة والإغناء الشخصي والمعرفة وإمتاع الجسد.

يساعد التغير في وجهة النظر، كذلك، في شغل الحياة الجنسية النطاق الذي تستحقه، ففي حال عدم تشجيعنا الطلاب على امتلاك فضول حيال مواضيع محددة، يمكن أن تبقى هذه المواضيع هامشية، وبالتالي، ينقص الإهتمام العلمي بها.

لأجل كل تلك الأسباب، أعمل على نشر هذه المعلومات، وأنا على ثقة بأنها ستساعد على عيش حياة جنسية بصورة واعية وممتعة أكثر.

يتبع

مصادر هذه السلسلة متوفرة في الجزء الأوّل

مواضيع ذات صلة

الإمتاع الذاتي الجنسيّ الأنثويّ (1)

No comments: