8. الصداقة وإطلاق الاحكام
ما أسهل إطلاق الأحكام!
لكن، لا ننتبه إلى أن كل حكم منها
قد يجعلنا كفاقدي العقل تماماً، يجعلنا ضعفاء ويُبعدنا عن السعادة.
عند رغبتنا بالتحوُّل إلى أشخاص ناضجين، أن ندخل عالم القوّة، يتوجب علينا
تعلُّم قبول الآخرين كما هم في الواقع.
لا يوجد طريق آخر.
سر امتلاك أفضل الأصدقاء، هو:
الطلب من كل صديق ما بإمكانه
تقديمه.
لا ما لا يمكنه تقديمه.
ألا يبدو بأننا في الغالب نطلب من أصدقائنا بأن يقدموا لنا كل شيء وبأن
يكونوا معصومين عن الخطأ؟
حسناً، بالنسبة لأصدقائنا وعوائلنا وكل من نحب! ألا يبدو عقيماً الطلب أكثر
من أولئك الذين يتوجب علينا إعطاءهم العذر؟
فيما لو نفكر على نحو حسن، لدى كلّ واحد منا نقاط قوّة ونقاط ضعف.
لا يوجد كمال ولا عصمة!
ولا يمكننا طلب الكمال لا من أصدقاء ولا من عوائل.
عندما نقوم بهذا، فسنغضب بسهولة، وسنستبعد أشخاص قيمين للغاية.
وفي بعض الأحيان، نبقى وحدنا من كثرة الإستبعاد.
أيُّ تناقض هذا:
كلما بحثنا عن صحبة أفضل، كلما
بقينا وحدنا أكثر!
(حتى في العلاج المعرفيّ لا يمكن تطبيق هذا الكلام على جميع الحالات، هناك إستثناءات دوماً في كلّ قاعدة علاجيّة حتّى، أبو القاسم المصييتيّ)
يتأسس التصوُّر الإدراكي المعرفي للعلاقات على مفهوم، يسمى:
"القبول غير المشروط
للآخرين".
وهو ما يقضي بتحقيق نقلة نوعية
بالفكرة المألوفة الخاصة بالعلاقات.
في حال رغبتنا بامتلاك "أفضل الأصدقاء"، يتوجب علينا التعوُّد
على طلب ما يمكنهم تقديمه فقط.
فيما لو نرى القضية بهذه الصيغة،
فسنصبح مرنين أكثر ونقبل الأشخاص كما هم، استغلال نقاط قوتهم ونسيان أخطائهم.
إن لا يتمتع صديقك بالكرم ولو بالحد الأدنى، فلا تطلب نقوداً منه.
إن يعشق صديقك الثرثرة، فلا تخبره عن أسرارك، لكن، إستفد من باقي مزاياه.
هكذا، بالنسبة للجميع، لديك كل ما بإمكانك طلبه من الصداقة.
كذلك، تقضي إستراتيجية رابط الصداقة بالإبتعاد عن ممارسة الضغوط على
الآخرين، فمن البديهي أنّك لا تحب تلقي الضغوط منهم أيضاً.
القبول غير المشروط للآخرين:
هو مفتاح حلّ إشكالات الإرتباطات
العاطفية حتّى.
يجب الإبتعاد عن شخصية الشكّاء البكّاء، لأنها شخصية متعودة على المبالغة
والتهويل، وعندما نُهوِّل، نضع الأهمية بأشياء لا تمتلكها أو لا تستحقها.
9. التحكُّم بالشجار وتهدئة الآخر
السخرية كما السرياليّة، تشكلان أداتين رائعتين لمكافحة عُصابية الآخرين.
بل أكثر من هذا، تُعتبران أداتين
أساسيتين للراغبين بامتلاك قدرة ممتازة على الإرتباط بالآخرين.
يتوجب تطبيقهما من قبل كبار المسؤولين الإداريين ورؤساء الحكومات، وفي
الواقع، في "العالم الأول"، نحن عُصابيون جداً، وتصير معرفة التعايش مع
"عُصابات" الآخرين:
دون الإصابة بالعدوى منها، أمراً
مهماً للغاية.
في العلاج المعرفي الإدراكي، يتمثل الهدف بتهيئة عقلنا جيداً للتعامل مع ردود أفعال الآخرين بحكمة وجعلها ذات تأثير أقلّ.
أي من المناسب لنا إكتساب وتعزيز
فلسفة عقلانية عميقة إلى أقصى حدّ ممكن.
يجب أن نقتنع بنظام قيمنا بما هو أبعد بكثير من رأي الآخرين.
لأجل البقاء بوضع سليم في عالم لاعقلاني:
يجب عدم الدخول في حوار مع مُضطربين
أبداً.
عندما يدخل الأشخاص المتواجدون في محيطنا بنوبات عصبية ويبالغون ويطلبون أشياءاً لا نرغب بتلبيتها:
يصبح المهم هوعدم الدخول في هذه الآليّة وعدم النقاش
من خلال إستخدام المصطلحات التي يوظفونها، حسناً، في تلك اللحظة، هم خارج الواقع.
هنا، الأساسي هو عدم الدخول في "مهاترات" مع الآخرين، ولا حتى
لأجل مساعدتهم، لأننا بمجرد الدخول فيها، لن نخرج بسهولة منها.
لا تُشكِّلُ محاولة إستخدام المنطق مع شخص لا يبدو في وضع سليم، في لحظة معطاة ما:
أمراً منطقياً.
ما يمكننا القيام به، وبإيجاز، هو محاولة التأثير فيهم إيجابياً من خلال
إخراجهم من حالتهم العصبية، بتسليتهم بثلاث أدوات، هي:
السخرية والمودَّة والسريالية.
فيما لو نقم بهذا جيداً، فبإمكان الشخص العودة إلى وضعه الطبيعي.
إتباع إستراتيجية تحفيز الآخرين لتنفيذ الأعمال والمشاريع والمخططات:
أفعل بكثير من محاولة فرضها أو تحويلها "لواجبات" حتمية ...الخ.
يتبع
مواضيع ذات صلة
العلاج المعرفيّ (1) مقدمة ومصادر هذه السلسلة
العلاج المعرفيّ (2) في أصل الإنفعالات الحسيّة
العلاج المعرفيّ (3) الإستفظاع هو أمّ جميع الإضطرابات الإنفعالية
العلاج المعرفيّ (4) الرغبات والإحتياجات
العلاج المعرفيّ (5) الإنشغال الزائد وروتين النقاش المعرفيّ
العلاجُ المعرفيُّ (6) الملل والخجل وإتخاذ القرارات
No comments:
Post a Comment