Monday, August 18, 2025

Lucian of Samosata لوقيان السميساطيّ (3)

 

أسفار لوقيان

قادته أعماله  للإرتحال والسفر في جميع أرجاء الأمبراطورية الرومانية، كخطيب مُفوّه وكسائح مُتفرِّج معاً. من خلال أعماله، يمكن إستنتاج أسماء الأماكن التي عاش فيها:

 سميساط، إيونية، اليونان، إيطاليا، بلاد الغال (فرنسا الراهنة)، أثينا، روما ومصر.

لا يهم بعده أو قربه في تجواله، فلم ينسَ لوقيان منزله في سميساط أبداً. فقد شجَّعَ الآخرين على الوفاء لمرابع صباهم، فلقد غرس المجتمع قيمه والإحساس بقوانينه في نفس لوقيان

من المؤكد بأنّ الأفراد يتثقفون ويتعلمون ويُراكموا المعارف ليخدموا بلدهم على نحو أفضل؛ يُراكموا الثروات حتى يتفوقوا على جيرانهم بتكريسها لخير بلدهم. فلا سبب مقنع لدى أولئك الذين تلقوا كل المنافع ويبدون كناكرين للجميل؛ فإذا كنا ممتنين، كما يجب أن يبدو واقع الحال، فللفرد صاحب الإحسان واجب العطاء للبلد بما يستحقه؛ بما يناقض إهمال الأهالي، لدى الدول العديدة قوانينها؛ يجب علينا إعتبار بلدنا كأمّ مُشتركة لنا جميعاً، فعلينا ردّ جميل من ربّانا وعلَّمنا أنّ هناك قوانين.

إقتباس من "النزعة الوطنية (مديح الوطن، بترجمات أخرى)" – لوقيان

لوقيان والمسيحية

بدت علاقة لوقيان بالمسيحية متقلبة. هناك من إعتبره معادياً للمسيحية (يُستشف من بعض كتاباته؛ لكن، دحض بعض الباحثين هذا الإتهام وقالوا بأنّ أسلوبه "مأساوي على نحو مسلي"). بالعموم، إمتلك لوقيان القليل ليقوله حول المسيحية ويسوع، وما قاله، قد صاغه بذات اللغة الساخرة المميزة التي تعامل بها مع أديان أخرى مثل الأديان الوثنية.

 ليس لدى لوقيان أيّ شيء مُقدّس.

حاز لوقيان على إهتمام المُدافعين عن المسيحية، فقد جرى إعتباره أوّل شاهد على المسيحية في الأدبيات الدنيوية غير الدينية.

تيار السفسطائية الثاني

جرى إعتبار لوقيان، إلى جانب عدد من الشخصيات التي عاشت خلال القرنين الثاني والثالث، كجزء من التيار السفسطائي الثاني. جرى الإهتمام بتلك الحقبة بالخطاب وفن الخطابة والهيلينيّة. اعتبروا الحركة بكليتها طريق اليونانيين للحفاظ على الهويّة الهيلينيّة برعاية الإمبراطورية الرومانية.

على مستوى مباديء التيار السفسطائي الثاني، إستعمل لوقيان اللهجة الأتيكية اليونانية القديمة (جرى إستخدام هذه اللهجة خلال الفترة: 500 – 300 قبل الميلاد) بتأليف جميع أعماله (بإستثناء كتابه "الإلاهة السوريّة"، حيث يستخدم الأيونية اليونانية التي إعتمدها هيرودوت).

لدينا معرفة بشخصيات أخرى من التيار السفسطائي الثاني وبكتاباتهم. لدى دراسة لوقيان، من المهم دراسة معاصريه ودراسة حقبته الزمنية.

 إليكم أبرز تلك الشخصيات:

- إيليوس أريستيديس، خطيب يوناني ذائع الصيت.

- ديو كريسوتوم، فيلسوف وخطيب يوناني ومؤرّخ للإمبراطورية الرومانية.

- هيروديس أتيكوس، أرستقراطي يوناني مميز وعضو مجلس شيوخ روماني وسفسطائي.

- فيلوستراتوس، سفسطائي يوناني بحقبة الإمبراطورية الرومانية. كتب "حيوات السفسطائيين".

-  بوليمون اللاوديكي، سفسطائي قد عاش خلال القرن الثاني.

الوطنية، أو حب الواحد لأصوله

"من البديهي، دون قول شيء جديد، أنه ليس هناك أحلى من الوطن. عندما تقارن بين الدول، من الجيد أن تبحث في مسائل الحجم أو الجمال أو الأسواق؛ ولكن، عندما يتعلق الأمر بإختيار بلد، لن يستبدل أحد بلده ببلد أهمّ؛ قد يتمنى أن يصبح بلده مثل تلك البلدان الأهمّ، ولكن، سيختاره بكل عيوبه".

إقتباس من "الوطنية" للوقيان السميساطي

في عمله "الوطنية"، يطرح لوقيان فكرة أنه مهما إبتعد المرء، فكرياً وجسدياً، عن وطنه، فمن غير المرجح أن يستبدله بأي شيء آخر. 

هناك صلة معينة نشعر بها جميعاً بوطننا، بغضّ النظر عن الأوضاع السائدة فيه. 

سافر لوقيان كثيراً في أنحاء الإمبراطورية الرومانية، لكن، شعر بإنجذاب مميز إلى موطنه الأول في سميساط دوماً.

يتبع

المصادر

Themes - Lucian of Samosata Project

مواضيع ذات صلة

لوقيان السميساطيّ (1)

لوقيان السميساطيّ (2)

No comments:

Post a Comment