Saturday, August 2, 2025

The Atheist Encyclopedia الموسوعة الإلحادية (3)

 

1. بما يخصُّ الإلحاد 

بحسب لويس كارول، في كتاب "أليس في بلاد العجائب":

"عندما أستعمل كلمة ما، فهي تعني، بالضبط، ما أردتُ أن تعنيه، لا أكثر ولا أقلّ".

بناءاً عليه، يجب تعريف الإلحاد بصورة واضحة لا لُبْسَ فيها، إذا أمكن تحقيق هذا الأمر بالطبع.

المثير للدهشة أنّ تعاريف الإلحاد وتوصيفات الملحدين، غالباً، ما تصدر عن آخرين ليس لهم علاقة بالإلحاد!!

تعاريف وتوصيفات سلبيّة جداً، قد تركت بصماتها السوداء على الإلحاد والملحدين حتى كتابة هذه الكلمات بكل أسف.

هو حدث تاريخيّ قديم وراهنيّ مستمرّ، على أمل الإنحسار أو الإندثار مستقبلاً.

يُوسَم الإلحاد، غالباً، بشيء من السلبية، أي كنقص في الإيمان، أو غياب الإيمان أو الكفر بالإله؛ كنوع من التحريم (تحريم الإيمان) بشكل أساسيّ.

 كذلك، يُنظَر للإلحاد بوصفه فاقد للمعنى وللقيمة وللهدف؛ فالإلحاد عبارة عن تربة غير خصبة، لا ينبت الشعور بالإنتماء فيها، وهو شعور أساسيّ مُساعِد على تجاوز إزعاجات العزلة في الحياة الحديثة.

 وحين يبلغ النقد ذروته، يترادفُ الإلحادُ مع العدمية (كذلك، مع الشيوعيّة والنازيّة، بالنسبة لكثيرين)؛ أي كرفض أساسيّ للوجود وللكينونة، وبهذا، يتحول إلى آفة هدّامة، يُعبِّر الخلق الذاتي عنها.

بالطبع، كل ما سلف أعلاه ليس له علاقة بالإلحاد، الذي أتبناه شخصياً على الأقلّ، وبكل تواضع.

1.1 إذاً، ما هو الإلحاد؟

الإلحاد، هو: غياب الإيمان بالآلهة أو عدم الإيمان بها.

لا يشكل الإلحاد أي تأكيد لعدم وجود الإله؛ ولا يهتم بأي سؤال آخر يطال إعتقادات الأشخاص.

هو رفض للمزاعم المُدافعة عن وجود الآلهة ببساطة. 

يُعرَّفُ الإلحاد، غالباً، بشكل خاطيء حين يُعتبَر منظومة إعتقاد.

 لنكن واضحين:

 الإلحاد ليس عدم إيمان بوجود الآلهة أو نفي لهذا الوجود؛ بل هو عبارة عن غياب للإيمان أو عدم الإيمان بالآلهة بالمعنى الدقيق للمُصطلح.

  فقد ساد تعريف الإلحاد في القواميس القديمة "كإيمان بعدم وجود الإله أو الله".

للتوضيح، هناك تأثيرات دينية في هذا التعريف. 

ترد تلك التأثيرات الدينية من أديان التوحيد وتعبر عنها العبارة الانكليزية:

 is no God

لكن، خارج مصادر أديان التوحيد، فسيُقال:

 are no gods

لا يشكل الإلحاد منظومة إعتقاد أو إيمان، فهو ليس ديناً.

رغم وجود بعض الأديان ذات الطبيعة الإلحادية (مثل بعض الفرق البوذية - لأنّ غالبية الفرق البوذية هي عبارة عن دين في الواقع)، على سبيل المثال، فهذا لا يعني بأن الإلحاد عبارة عن دين.

لإضفاء قدر من الفكاهة، نقول:

 إن يكن الإلحاد ديناً، بالتالي، جمع الطوابع ليس هواية!

رغم أنّ الإلحاد لا يُشكِّلُ ديناً، فهو محمي بواسطة ذات القوانين الدستورية، التي تحمي الدين.

لكن، لا يعني هذا بأنه دين، بل يعني بأن غياب إيماننا بالآلهة محمي بذات القدر الذي يُحمى به الإيمان الديني. 

كذلك، قد تضم مجموعات "دينية" بعض الملحدين، لكن، لا يحول هذا الإلحاد إلى إعتقاد ديني.

تستخدم بعض المجموعات تسميات، مثل:

 اللاأدري، الإنساني، العلماني، التنويري، المفكر الحر، أو أيّة تسميات أخرى محددة لهوية خاصة. 

إمتلاك هوية تحت تلك التسميات هو أمر مشروع، لكن، نحن ندافع بقوة عن مُصطلح تفهمه الناس (تفهمه غالبية المؤمنين الإبراهيميين بشكل خاطيء وبصبغة سلبية للغاية)، ألا وهو:

الإلحاد

كما أننا ندافع عن صفة شهيرة، هي:

 مُلحِد(ة). 

إياكم من إستخدام تسميات أخرى لإخفاء إلحادكم؛ لأن البعض يرى فيه تسمية سلبية.

يجب علينا إستخدام المُصطلحات المناسبة والمُستجيبة للواقع بشكل أفضل. يجب أن نستخدم مُصطلحاً يربطنا جميعاً ببعضنا.

إن تُطلِق على نفسك تسمية إنساني، مفكر حر، متنور، أو "كاتوليكي مثقف، يهودي متنوِّر، مسلم حداثيّ" ولا تؤمن بالله، فأنت مُلحد.

 لا تخجل من المُصطلح، بل عانقه!

اللاأدري ليس إصداراً "ضعيفاً" عن المُلحِد فقط، بل هو يُناسب قضية مختلفة. 

يتعلق الإلحاد بما يؤمن به الشخص، فيما تتعلق اللاأدرية بما يعرفه الشخص.

  ليس كل اللادينيين مُلحدين، لكن ...

في دراسة إحصائية حديثة، صنف مركز بيو للأبحاث الملحدين، اللاادريين و"غير التابعين لأي دين" ضمن مجموعة واحدة.

 أما من يعتبرون أنفسهم "لاشيء"، فهم يشكلون مجموعة سريعة النمو في الولايات المتحدة الأميركية. 

يفصل مركز بيو الملحدين عن اللاأدريين وعن اللادينيين، لكن، بناءاً على تحديد كل واحد منهم لتوجهه. حيث صنف 5% منهم نفسه على أنه مُلحد، لكن، عندما وجهوا سؤال حول الإيمان بالآلهة، أجابت نسبة 11% بأنها لا تؤمن بالآلهة، بالتالي، هم مُلحدون، سواء استخدموا المُصطلح أو لا.

في دراسة إحصائية حديثة، أُجريت في جامعة كنتاكي، وجد أخصائيا علم النفس ويل غيرفيس وماكسين ناجل بأن نسبة 26% من الأميركيين قد يكونوا مُلحدين.

جرى تصميم الدراسة لأجل التغلب على وصمة العار المصاحبة للإلحاد وفتح الباب أمام الملحدين للتحدث بحرية وجرأة لا كأصوات مجهولة، كما هو سائد في الغالب الأعمّ من الحالات.

يقول كثيرون بأن تعريفهم "للإله"، يمتاز بالبساطة ويشكل قوة توحيد بين كل الناس.

أو يغيب التأكُّد لديهم بما يخص إعتقاداتهم.

إن تفتقر لإيمان نشط بالآلهة، فأنت تدخل الإلحاد من بوابته العريضة!

إتخاذ موقف إلحاديّ لا يعني بأنّ المُلحِد(ة) ملم(ة) بكل القضايا اللاهوتية ولا أنه(ا) مُجبر(ة) على الإجابة على كيفية خلق العالم أو نشوء الكون أو كيف يعمل التطور.

 المُلحِد(ة)، شخص غير مقتنع بوجود الآلهة أيضاً.

حتى لو تأملت بوجود حياة أخرى، أو بوجود خلق إله، أو بإله محدد فهذا لا يعني بأنك(ي) تفقد(ي) إلحادك(ي).

 يتعلق الإلحاد بما تعتقد أو تؤمن أو لا، وليس بما تتأمل وتتمنى أن يمتاز شيء ما بالصِحّة أو هو مُريح لك(ي).

يتبع

تنويه: مصادر الموسوعة كاملة في الجزء الأوّل

للإطلاع على باقي الأجزاء

الموسوعة الإلحادية (1)

الموسوعة الإلحادية (2)